1 – ليلة القدر
قال تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم. انا انزلناه في ليلة القدر، وما ادراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من الف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر، سلام هي حتى مطلع الفجر).
هذه الليلة هي اول ليلة من ليالي القدر. وقد سئل الامام الصادق (ع) عن ليلة القدر فقال: (اطلبها في تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين) ويستفاد من بعض الروايات انها ليلة ثلاث وعشرين ولكن لم يعين تعظيماً لأمرها ان لا يستهان بها بارتكاب المعاصي. وقد اتفقت الروايات التي وردت عن طريق ا هل البيت (ع) على انها باقية متكررة وانها ليلة من ليالي شهر رمضان وانها احدى الليالي الثلاث المذكورة. وروي عن طريقهم أيضاً ان رسول الله (ص) قال في سبب نزول هذه السورة: رأيت بني امية يصعدون منبري فشق ذلك عليّ فانزل الله : (انا انزلناه في ليلة القدر..) حيث ان الله سبحانه سلّى نبيه (ص) باعطاء ليلة القدر وجعلها خيراً من الف شهر وهي مدة ملك بني امية.
وسئل الامام جعفر الصادق(ع): كيف تكون ليلة القدر خيراً من الف شهر؟ قال: العمل فيه خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر. وعن الامام الباقر (ع) قال: (نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر فلم ينزل القرآن إلاّ في ليلة القدر. ويقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة الى مثلها من قابل: خير وشر. طاعة ومعصية، ومولود واجل أو رزق فما قدّر في تلك الليلة وقضي فهو المحتوم ولله عز وجل فيه المشية).
وهناك اعمال عبادية كثيرة في ليلة القدر يمكن تقسيمها الى قسمين، الاول عام يمكن اداؤها في كل ليلة من الليالي الثلاثة وقسم خاص بليلة من تلك الليالي. ندعو الله تعالى ان يمن علينا بفيوضات هذ الليلة المباركة.
2- ليلة جرح الامام علي (ع)
بعد ان انهى الامام علي (ع) مقاومة المارقين الخوارج اخذ يعد العدة لقتال القاسطين في الشام بعد ان فشل التحكيم. وجاء اعلان الحرب علىمعاوية ومن معه من القاسطين في خطبة خطبها الامام(ع) في الكوفة وقال فيها(.. الجهاد، الجهاد، عباد الله! الا واني معسكر في يومي هذا.. فمن اراد الرواح الى الله. فليخرج!) ثم بادر الامام الى عقد الوية الحرب فعقد للحسين راية ولابي ايوب الانصاري اخرى، ولقيس بن سعد ثالثة.
وبينما كان الامام امير المؤمنين (ع) يواصل تعبئة قواته من اجل ان ينهي حركة البغي التي يقودها معاوية بن أبي سفيان في بلاد الشام، كان يجري في الخفاء التخطيط لمؤامرة لئيمة تستهدف حياة الامام علي (ع) المباركة.
فقدكان جماعة من الخوارج المارقين قد اجتمعوا بمكة المكرمة وتداولوا أمر حركتهم التي اجتثها الامام علي (ع) من جذورها، وخرجوا بقرارات كان اخطرها قرار قتل الامام امير المؤمنين (ع) حيث اوكل تنفيذ هذه الجريمة الكبرى الى المجرم اللئيم عبد الرحمن بن ملجم المرادي. وفي ساعة من احرج الساعات التي يمر بها الاسلام والمسيرة الاسلامية، وبينما كانت الامة تتطلع الى النصر على عنصر من عناصر الضلال والفساد في الارض معاوية بن ابي سفيان. امتدت يد الاثيم اللئيم ابن ملجم المرادي الى الامام علي (ع) لتضربه بالسيف على رأسه وهو في سجوده عند صلاة الفجر وفي مسجد الكوفة الشريف وذلك في فجر اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 40 للهجرة. وبذلك ختم الامام امير المؤمنين حياته الشريفة بين بيتين من بيوت الله، حيث ولد في بيت الله الحرام داخل الكعبة المعظمة وقتل داخل مسجد الكوفة وفي محرابه وهو أيضاً بيت من بيوت الله، وفي اشرف الايام والليالي اذ كان يؤدي صوم شهر رمضان.
وبقي الامام (ع) يعاني من آثار الجرح ثلاثة ايام عهد خلالها بالامامة الى ولده الحسن السبط (ع) ليمارس بعده مسؤولياته في قيادة الامة الفكرية والاجتماعية.
مع تحيات عاشق الغروب