رمضان موسم المعالي ... إن رمت صناعة للمعالي فدونك شهر كله صناعة للمعالي ..
إن أتعبتك هموم أو ذنوب أو ديون أو كروب فألقها على أعتاب هذا الشهر الذي تُقال فيه العثرات وتفرج الهموم والكربات..
وأحسن الظن بربك "
أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء" وحسن الظن به يعني العمل الجاد والسعي "وعجلت إليك رب لترضى"
إن تطلعت لدورة تدريبية في اتخاذ القرار فأنت في منجم صناعة القرار : تأكل بقرار .. وتمتنع بقرار .. تقوم للصلاة بقرار .. تتلو القرآن بقرار .. تتوقف عن مجالسة اناساً لايرتقون بك بقرار ...
رمضان يعلمنا اتخاذ القرار ... والحياة بل السعادة هي بتوفيق الله قرار ...
إن عزمت أن تتعلم الانتقائية فهذا شهر انتقاه الله لك من بين الشهور وجعله تاج العام فخذ من ذلك أن تصطفي لنفسك في الأوقات أشرفها وفي الناس أطيبهم وفي الكتب أروعها ..
من لم ينتق سيجد نفسه في متاهة وقد تتعدد عليه ..
انتقائيتك بيدك والقرار قرارك وأنت أدرى بذاتك وماأنا إلا دال ومذكّر والحروف بين يديك فضع النقاط عليها وفصل من السطور مايروق لك وأدعو الله لي ولك أن يسددنا في كل أمورنا .. هو من يسدد ويهدي ويوفق ..
إن أردت تقوية عضلاتك وتنمية مهاراتك فأنت في رمضان شهر القوة والنصر .. برأيي أهم ميدان تقيس فيه قوتك هو أن تواجه لصوص أو قواطع أو هوادم لذة رمضان وحلاوته : قد تكون هذه السوارق النت - التلفاز - الموبايل ... كل أعرف بما قد يسرق وقته ويبدد طاقاته فواجهها ولاتنهزم والله خلقك لتكون الأعلى والأقوى بإيمانك ..
رمضان مدرسة الجود والحمد لله أن جعل أبواب الجود كثيرة وأجود الجود أن تعفو عن الناس وتسامح بل وتصنع في الآخرين ثقافة العفو والصفح ..
الجود أن تدخل السرور على قلب مسلم كسير حزين .. الجود أن تسقي ظمآنا ..
الجود أن تعين بعلم أو مال أو جاه ..
ابحث عن مسارات تجد فيها نفسك في الجود وانطلق .. فلكل ميدانه ومجاله ولاتتوقع أن يكون الناس في مسار واحد .. هذا جوده مع الصدقة وآخر في الصلة والبر وثالث في الإصلاح بين الناس ورابع في تعليم الخير ... وكلهم إلى الله سائرون والعبرة بسير القلب قبل البدن ..
رمضان فرصة للمواجهة مع الذات ... تعبت النفس شهوراً وهي قد تتوارى خلف أقنعة الوظيفة أو المال أو الشهرة أو....
هنا في رمضان يأتي الحديث "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزيبه..." ليعلم الشخص أن لا رقيب إلا الله ولا ينفع ويضر إلا الله .." فإنه لي .." تقوده إلى أن تكون حياته كلها لله : أذواقها.. ألوانها.. فصولها ..
رمضان يحيي معنى الجسد الواحد .. ترى الناس إلى الله سائرين : هذا أبيض وآخر أسود وثالث أحمر و ترى الشيخ العجوز والشاب النشط والمرأة الكبيرة والفتاة المتحفزة وترى الأعرج والأعمى والطويل والقصير ..
لا إله إلا الله تنوعوا إلا في دينهم وهل قوة الأمة إلا في وحدتها في دينها ؟!!
رمضان يصرخ في الأمة : كفى شتاتاً وإخلاداً لقبيلة أو بلد ...عودوا إلي وخذوا مني ماينظم صفوفكم ويضبط مساراتكم ويجدد هيبتكم ..
رمضان القرآن ... تدبره ..غص في معانيه.. كله نور ونوره في أثره .. سل ربك أن يلج القرآن قلبك فتخشع جوارحك وتفيض عيناك - لدمعة من خشيته على الخد أطيب من ألف قطرة ماء على الأرض -
ثم تنطلق جوارحك بنور هذا القرآن ..
أمة تحمل هذا المنهج وتضل..!! .. لا يمكن ولن يكون بحول الله ..
عش مع القرآن واعتبره خطاباً لك أنت ، خذ منه قوانين تقود حياتك ومنها على سبيل المثال:
"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"قل هو من عند أنفسكم"
"إن تنصروا الله ينصركم "
قرآن لو نزل على الجبال لتصدعت من خشيته تعالى فلا تكن الجبال ألين من قلوبنا ..!!
قبل الختام ...
اجعل رمضان مقبرة الخلافات الزوجية : كل زوجين بينهم مشكلات فرصتهم أن يكبّروا عليها أربعا ويدفنوها بلا رجعة..
خلافات تجعل الأحمال على الشخص ثقيلة فلا يسعد بجمالات وروعات ولذات هذا الشهر ...
ادفناها لله .. لا تنتظر جزاء من زوجة ولا تنتظري جزاء من زوج ( ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما)
لاتؤجل .. لاتستعرض كشوف للحسابات .. اتخذ القرار واجعلها/اجعليها لله وحده لاشريك له. . وهل تعامل أحد مع الله وخسر؟؟!!
اخيراً...
لا تكن أعمالك كالذي يكتب على الماء .. ليكن أثر الصيام والقيام في قولك وفعلك .. لأن مراد الله في الصيام التقوى " " والتقوى عمل وبذل وصبر وجد واجتهاد.
اختصرت لكم بعض مافي خاطري حول الشهر الكريم , وجمال الشهر أنه مهما تحدثت عنه أو وصفت أو نظمت فلا يزال فيه الكثير.
جعل الله شهر رمضان لنا جميعا مغفرة لذنوبنا وبركة في أحوالنا وعافية لأبداننا وبلغنا فيه أطيب ما يبلغ عباده المتقين وهو الواسع العظيم سبحانه ..
أقترح
ان تصطفي 3 عشرات كل يوم تناجي وتدعو .. تطلب ماشئت :
10 دقائق قبل آذان المغرب
10 دقائق قبل آذان الفجر
10 دقائق بين الآذان والإقامة....دعواتلا ترد : هل تجد هذه الفرص في غير رمضان؟!
نسأل الله من فضله العظيم وكل عام وأنتم في خير ..*
منقول