شوقي إلى القدس هدّ القلب مذ كُلِما... أبكى القريض وأبكى الحبر والقلما
شوقي إلى القدس لو خطوه في كتبٍ... لراح ينـزف مـن ترياقـه حكمـا
ولو يرافـق ولهانـا إلـى طلـلٍ ...ما عاد يشكو جريحٌ بالهوى كُلمـا
ولـو يـراه طبيـبٌ قـال مدعيـا أن الدواء لمثلـي بعـد مـا عُلمـا
أكبّـد القلـب حزنـا لا أكبـدهـا والحزن يا قوم في قلبي غدا هرمـا
شوط الغرام سئمنا طـول رحلتـه والذل فينـا طويـلٌ ليتـه سُئمـا
ترابنا الخصب من حبّـات أعيننـا ملّ الدموع ومـلّ الجـرح والألمـا
حتى النخيل الذي يسقـى بأعيننـا.. يشكو إلى الله دهرا فيه قـد ظلمـا
حتى البحار التي أرسـت قواربنـا.. نأياً عن الدار ما ابـدت لنـا ندمـا
أما الليالي فسلهـا عـن مجالسنـا.. منذ افترقنا فما نجـمٌ بهـا نجمـا
أين الهلال الذي أغـرى قصائدنـا هل أنصف الليل فينا عندما هجمـا؟
أين العهود افتريناهـا علـى أمـمٍ أيحنث الحر بالإيمـان إن عزما؟
وهيبة العرب كم في وجهها صفعت ولم يزل خدّها من صفعهـا وَرِمَـا
ولا يـزال بهـا مـاضٍ إذا رجعـَ ا .. يقود للقـدس مـن ميراثـه أممـا
أما قرأت صلاح الدين فـي زمـنٍ وآل أيوب ما أحنـوا لهـم هممـا
أما علوت جوادا فـي ربـى حلـبٍ حين امتطى خيل سيف الدولة القمما
من أين يا قدس هارون الرشيد لنـا.. هل كان يخضع مذ في قومنا حَكَما؟
هل كان مَيْتا كمـا أمـوات أمتنـا.. أو كان يبكي على الأطلال منهزما؟
لو أدرك القدس أو بغداد كـان لهـا.. عزا يدكّ حصونا كلما عزمـا
يا واهب الموت خذني كـي أقبّلهـا.. حتى أمـرّ علـى الأعـداء منتقمـا
هبني حياة ..أهبك الشـوق ثانيـة ..شهيد حبٍ على السور الذي هُدمـا
وحسب شوقك أن تبقى لها شرفـا.. وأن تكون بحـب القـدس متهمـا
لو يُزرع الشوق في صحراء قاحلةٍ ..لعانق الغيث رمـل البيـد مبتسمـا