هزيمة إيطاليا أمام سلوفاكيا كانت متوقعة لسببين أولهما أن مشاكل الفريق من الصعب علاجها أو حلها فى الوقت القصير الذى سبق المباراة، والثانى أن الفريق يفتقد الطموح للفوز، ولم يلعب فى مبارياته الثلاث أمام باراجواى ونيوزيلاندا وسلوفاكيا سوى عشر دقائق فقط فى نهاية اللقاء الأخير، فضلاً عن أن الجانب البدنى والدفاع الحديدى الذى ميز إيطاليا على مدار تاريخها لم يكن له وجود فى هذه البطولة ليخرج بطل العالم لأنه واجه فريقاً لديه طموح اللعب لأول مرة فى كأس العالم وأحرز ثلاثة أهداف من ٦ فرص بما يؤكد أنه فريق جيد يعرف لاعبوه كيف يستغلون الفرص.
* أحمل ليبى المسؤولية الكاملة لما وصل إليه حال الطليان لأنه المسؤول عن الاختيارات وإعداد الفريق، ويكفى أنه لعب بثلاث طرق مختلفة فى ثلاث مباريات خلال عشرة أيام وهو خطأ فنى ومهنى من الصعب أن يصدر عن مدرب بحجم ليبى، فقد لعب بطريقة ٤/٤/٢ ثم عاد فلعب بطريقة ٤/٢/٣/١ وأخيراً طريقة ٤/٣/٣ والأخطر من ذلك أن ليبى فشل فى السيطرة على قدرات لاعبيه بدليل اعتماده على لاعبين بعضهم لا يصلح ولا يلعب فى ناديه مثل زامبروتا وآخرين إمكانياتهم عادية ومحدودة مثل بيبى وياكونتا ودى روسى.
* الاتحاد الإيطالى بات مطالباً بإعادة خريطة الانتقالات فى الدورى المحلى، بحيث يكون لكل فريق لاعبون إيطاليون فى المباريات بما يضمن إعادة الاهتمام بالناشئين ومنح المواهب الفرصة بدلاً من الاعتماد على لاعبين استهلكوا مثل كانافارو الذى اعتزل قبل المونديال بإعلانه الانتقال إلى أهلى دبى الإماراتى فيما يشبه النزهة والحصول على حفنة دولارات.
وكان من الواجب على إيطاليا إعداد جيل جديد والاعتماد على مدرب جديد غير ليبى بطموح جديد يكون لديه الدافع لتكوين فريق والبحث عن مجد خصوصاً أن المواهب فى إيطاليا لم تقل، ولكنها لا تجد الفرصة للظهور بدليل أن الفريق المتصدر فى إيطاليا حاليا والفائز بالدورى والكأس وكأس أوروبا لا يضم فى تشكيلته الأساسية أى لاعب إيطالى.
المباراة جاءت متوسطة المستوى بين فريق يمتلك الطموح والقدرة على تنفيذه وتحويله إلى حقيقة، وآخر يلعب بالتاريخ بدليل أننا لم نشعر بالفريق الإيطالى إلا بعد تقدم المنافس بهدفين.
* المستقبل لإيطاليا وفرنسا وإنجلترا مظلم ويحتاج إلى تدخل من الاتحادات الأهلية فى تلك الدول بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى للعبة لإعادة بعض الترتيبات الخاصة بانتقالات اللاعبين خصوصاً أن تفوق دول أمريكا اللاتينية وتأهلها جميعاً إلى دور الـ١٦ يدق ناقوس الخطر ومن المؤكد أن كأس العالم الحالية لن تخرج عن الأرجنتين والبرازيل.
* تأهل الباراجواى كان منطقياً فهى أفضل فرق المجموعة منذ انطلاقها، فالفريق يضم عناصر هجومية جيدة مثل دينيس كانيزا وكاسيريس وسانتا كروز وفالديز وبدائل إيجابية مثل لوكاس باريوس وإيدجار بينيتيز ولو أن الفريق كان فى حاجة إلى الفوز للتأهل لحققه بسهولة، ولكن اللاعبين انشغلوا بمباراة دور الـ١٦ وبدأوا قبل اللقاء الإعداد له وهو ما أثر على مستوى الفريق والمباراة.