ابا عمار يا سيد الوفاء !!
عذرا سيدي الرئيس !
لا أستطيع أن أملأ ثقوب الذاكرة بالكلمات..
ولا أتجاوز الجراح ..
لم تبكيك عيوننا بل قلوبنا..
كان يوم رحيلك يوم أبكيت فيه السماء قبل الأرض..
وأبكيت الرجال قبل النساء والأطفال..
ودّعك الشجر والحجر..
كنت غضباً .. مسيرة وحلماً.
أشعلت بشعبك ناراً مؤجّجة تاريخاً ونضالاً..
بنيت فيه حلماً.. تحرسه الأمهات حارسات حلمك المقدس..
كسرت القيد وبددت الظلام ولعنت القهر وثُرت على الظلم وتحديت الخوف..
إنك عاصفة .. واشتقت منك العاصفة.
كوفيتك وسام للثوار.. شعار لكل الأحرار..
كم انحنى ألموت أمامك..
والقذائف تنهمر بين ذراعيك وبين إصبعيك اللتين تشيران إلى النصر. ولا تنفجر حياءً من قوة أحلامك.
أبا عمار
ما أحوجنا إليك في ظل الانقسام والتشرذم واليأس والاقتتال
الساحة امتلأت بالحراب
.. والشارع غادره الناس ..
حتى الشارع الخلفي ما عاد شارعاً للوطن..
يا صانع الديمقراطية في غابة البنادق..
أخبرك اليوم أن لا غابة ولا ديمقراطية بنادق..
وطنك ممزق.. وقلب حلمك مذبوح ودامي.
في امريكا انتخب الاسود باراك اوباما رئيسا ..
اما في الضفة الغربية المحتلة فالابارتهايد يتنامى وعندنا في الداخل تنمو العنصرية .
وطال ارتفاع الجدار وزادت حواجزهم بل زادت فاشيتهم.
قضية شعبنا تمر في اسوأ حالاتها بل ان فكرة الدولتين تترنح انها ايلة للسقوط..
وما زال شجر الزيتون عدوا لهم ليقتلعوه.
ابا عمار يا زيتوننا وزيزفوننا ..
يا أبا عمار
من دون فلسطين لن نصل إليك ولن نفهم عليك, تلك لغتك التي أتقنتها بألف لهجة ولهجة ولكنها كانت لغة واحدة تبدأ البسملة
فيها بالأقصى المبارك وتنتهي الحمد لله فيها بالفدائي الأول عيسى المسيح ومعنى القيامة ' انأ فتحنا لك فتحاً مبينا ' .
لن ندع الذين راهنوا على تفرق ريح هذا الشعب بغيابك يفرحون ويجعلون علامة الغياب عرساً لهم يرقصون على قبورنا , ولن نقبل بتحطيم البيت من داخله بل ستبقى وصيتك وكوفيتك التي شرفتني بمداعبتها رمزاً لكرامة هذه الأمة وشرف هذا الشعب.
لن تسقط راية الفارس التي حملتها طالما تجمعت حروفها الستة : فلسطين:
فاء : الفداء
لام: لا للاستسلام
سين : سر مدية الوطن
طاء : طيبة البلد والشعب
ياء : يا جبل ما يهزك ريح
نون : نعم للحرية والاستقلال ناديتك قبل عامين ..
قم يا ياسر.. قم من نومك المؤقت..
قم معي يا طائر الفينيق .. ألا تسمعني..
أم أنك غاضب منا ..
اتأذن لي ثانية أن أطلب بأن أحملك بين يدي وأعتذر لروحي لأنها أيقظتك من زمنك الأبيض.. تأتي معي إلى الحلم ترى شوارعاً تعرفك , حارات وأطفالاً وخطوات وأشجاراً وأصدقاء وناسا..
ومخيماً ومعتقلات. فبأي نبض أزرع الوردة في مقامك الأسمى ..
كل ما في المدينة من حزن ومن فوضى ومن موت واحتراب ..
قم لنطرد الجراد عن المكان .. هنا وهناك..
اخرج معي إلى هذا الليل الطويل..
فالموت لا يدفن الحقوق وإن السلام غناء.. حياة هنا كما قال محمود..
ايها الناس يا ابناء شعبنا العظيم :
نحن شعب الجبارين
ونحن المستضعفون بالأرض.. قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
' أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير '.
صدق الله العظيم
ما زلت أحبك رغماً عن غيابك .. .. أو قل أكثر بعد غيابك ..
ما زلت اليوم حلماً.. وما زلت الحاضر غداً ..
يا سيد الرجال . يا سيد الوفاء.أيها الفارس الذي ترجل
يا أيها الريح التي حركت الجبل..
انك انت الياسر أبـا عـمــار