مع إصرارها على عدم ندمها على نشر الرسوم
لأول مرة.. صحيفة دنماركية تعتذر عن "ألم" الرسوم المسيئة .. ؟؟
بوليتيكن قدمت اعتذارا للمسلمين عن جرح مشاعرهم بسبب قضية نشر الرسوم
اعتذرت صحيفة "بوليتيكين" الدنماركية الجمعة 26-2-2010 للمسلمين عن الإساءة التي "قد تكون" تسببت فيها للمسلمين لنشرها الرسوم المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- عام 2008، لكنها أصرت على أنها "ليست نادمة على ما نشرته"، ولا تنكر ما اعتبرته "حق" إعادة نشر هذه الرسوم مستقبلا.
ووقعت الصحيفة وهي الأولى في الدنمارك التي تقدم اعتذارا عما تقول إنه الألم الذي قد يكون المسلمون شعروا به جراء نشر الرسوم المسيئة، اتفاقا مع 8 منظمات إسلامية من دول، هي أستراليا ومصر وليبيا والسعودية وقطر والأردن وفلسطين ولبنان، اعتذرت خلاله عن نشر الرسوم، بحسب صحيفة "كوبنهاجن بوست" الدنماركية.
وقال رئيس تحرير الصحيفة، توجر سيدنفادن، الجمعة، إنه "من الممكن تقليل حدة التوتر"، خاصة بعد ما أظهرته بعض المنظمات الإسلامية من إمكانية إنهاء الأزمة بتقديم الاعتذار، مضيفا أن "الصحيفة لم تنوِ الإساءة إلى المسلمين في الدنمارك أو في أي مكان.. نحن نعتذر لأي شخص تمت الإساءة إليه جراء نشر الرسوم".
ولكن الصحيفة قالت إنها كانت ستندم لو أنها سبت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، "وهو ما لم يحدث"؛ ولذا فهي غير نادمة على النشر، كما أن هذا "لا ينكر حق نشر الرسوم مرة أخرى"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
تسوية النزاع
وقال ممثل لإحدى المنظمات التي أبرمت اتفاقا مع الصحيفة، وهو أحمد زكي يماني، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي الأسبق، إنه تم التوصل لتسوية النزاع مع الصحيفة، وتم الاتفاق على عدم ملاحقة "بوليتيكين" قضائيا أو إداريا بسبب نشرها الرسوم.
وقوبل اعتذار بوليتيكين بانتقادات شديدة من صحف دنماركية أخرى، بينها "يولاند بوسطن"، أول الصحف التي قامت بنشر الرسوم المسيئة عام 2005، التي اعتبرت أن الصحيفة "استسلمت للضغوط، وضحَّت بحرية التعبير التي تعتبر حجر الزاوية في الديمقراطية الدنماركية".
وكان القضاء الدنماركي قد برأ صحيفة "يولاند بوسطن"، أربع مرات، من التهم الموجهة إليها في القضية التي رفعتها ضدها مؤسسات إسلامية دنماركية بسبب قيامها بنشر الرسوم المسيئة.
ونشرت "يولاند بوسطن" 12 رسما مسيئا للرسول في عام 2005، وأعادت 20 صحيفة دنماركية نشر هذه الرسوم في 2008 ومن بينها صحيفة "بوليتيكين"، وأدى ذلك إلى خروج مظاهرات جابت أنحاء العالم، طالب معظمها بمقاطعة الدنمارك حتى تقدم رسميا الاعتذار اللائق، وهو ما رفضته الحكومة الدنماركية، متذرعة بـ"حماية حرية التعبير غير المحدودة التي تميز الدنمارك".