عندما يسود الصمت .. لأنزف ما بداخلي ..
فأجلس مع نفسي .. فقط قلمي يخاطب أوراقي المبعثرة ...
أنظر أمامي .. لأرى أشعة مستقبلي ..
هي نظرة تفاؤلية .. مفعمة بالأمل .. و الثقة ..
فأنا قادرة للوصول حيث ما أريد إذا شاء ربي ..
أنظر لدروب المستقبل .. و للمدى البعيد ..
فأضع أهدافي المتجددة .. و أخطط لطموحاتي ..
فإذا سألتني عن طموحي .. فطموحاتي إلى ما لا نهاية ..
سأطمح أكثر فأكثر .. إلى أن يتوقف طموحي في الحياة لحظة وفاتي ..
و لازلت أواصل النظر للأمام ... ...
و لكن ...
يمر الشريط الذي عنوانه الظلام .. الألم .. الحزن ..
فيجبرني أن أنظر للخلف .. أنظر للوراء .. و إلى ما مضى ..
أحاول النسيان .. و أقنع نفسي بأنها أحداث مضت و انتهت ..
و أن ذلك كان أمس الماضي .. و أنني أعيش اليوم الحاضر .. لأبني غداً المستقبل ..
و لكن لا أجد سوى أنني بين أربع جدران .. أتحدث مع نفسي ..
فلا جدوى من هذا القلب .. عنيد .. بل هو رقيق .. مرهف ..
فأصمت ...
و يبدأ قلمي يحكي قصصي لورقتي ..
و هي تصغِ إليه في صمت ممزوج بالعطف ..
فيخبرها بتلك المواقف ..
حتى سالت دموعها ..
فشعرت بما في داخلي ...
ثم نظرت إليَّ ورقتي باستغراب ..
مندهشة فتقول : أيعقل ! أن كل ما حكاه القلم عن هذه الفتاة ؟؟!! ..
لا تزال في عمر الزهور !! ..
أراها تبتسم .. تتحدث .. تُمْتِعُ الجميع بحديثها الهادئ ....
عندها توقفت ورقتي عن الحديث ..
فنظرت إلى عيناي بتمعن .. و ترجمت ما بقلبي ..
فقالت : إنها تُسْعِدُ الآخرين .. و لا أحد يعلم ما بداخلها من عناء ..
عيناها أدلتني .. أما قلبها فأمتعني نقاؤه .. و أحزنني شقاؤه ....
وضعت قلمي و تركته مع ورقتي .. قد يواصلان الحديث عني ...
تركتهما .. ذهبت إلى نافذتي ..لألقي نظرة فقط ..
فوقفت بضع دقائق ..
زرقة السماء ..
أشجار خضراء ..
و هنالك وردة بيضاء ..
و لكن .. لما الوردة الأخرى ذبلت ؟؟! ..
نظرت إليها .. فسألتها عيناي ..
و لم تجبني لما هي ذبلت هكذا .. فتركتها ..
لأرى هنالك بعيييد أطفال يلعبون ..
يبتسمون .. فابتسمت ..
و نطقت : يا رب لا ترسم على شفتاهم سوى ابتسامة بريئة ..
تركت نافذتي .. و عدت لقلمي و ورقتي ..
لأخبرهم بما رأيت .. فطااااال حواري معهم ..
و أعذروني .. فلن أبوح لكم عما دار بيننا ..
فسري في قلبي .. و مع قلمي و ورقتي ... ...
[b]