تشهد محاور الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة من القدس، وكذلك حواجز التفتيش ونقاط العبور المؤدية للقدس المحتلة ازدحامات شديدة، بفعل تدفق عشرات الالاف من المواطنين من كافة محافظات الضفة ومن الداخل الفلسطيني لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان.
وأفاد مراسلنا في القدس أن قوات الاحتلال -المتواجدة على الحواجز المنتشرة حول المدينة المقدسة- منعت أعدادا كبيرة من الشبان من أبناء الضفة الغربية ممن تقل أعمارهم عن 40 عاما من اجتياز تلك الحواجز، وقامت دوريات عسكرية بملاحقة المئات من هؤلاء الذين حاولوا اجتياز تلك الحواجز عبر طرق فرعية ومسالك وعرة، كما هو الحال عليه في محيط بلدة عناتا، وحي الزعيم، وبلدتي العيزرية وأبو ديس، ولم تسمح السلطات الاحتلال بالمرور إلا لمن تجاوزت أعمارهم الستين عاما، وحملة التصاريح الذين تراواحت أعمارهم ما بين الخامسة والأربعين والخمسين.
وكانت مئات الحافلات من الداخل الفلسطيني وعبر ما يعرف بمسيرة البيارق واصلت منذ الليلة الماضية تدفقها إلى القدس المحتلة، لكنها أرغمت على التوقف في أماكن بعيدة عن محيط البلدة القديمة، وسار ركابها مئات الأمتار حتى تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى.
وانتشر قرابة أربعة آلاف شرطي ومن حرس الحدود الإسرائيلي، والمئات من عناصر الأمن والشرطة بلباس مدني حول بوابات البلدة القديمة، وبوابات المسجد الأقصى، وفي أوساط المواطنين عند محاور الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة.
وقال مراسلنا أن حواجز شرطية نصبت عند مداخل الأحياء المتاخمة للبلدة القديمة خاصة في واد الجوز، وسلوان، ورأس العمود، والشيخ جراح ما أدى إلى عزل هذه الأحياء بالكامل واضطرار سكانها للسير على الأقدام وصولا للمسجد الأقصى، وبررت شرطة الاحتلال إجراءات العزل هذه للأحياء بتسهيل وصول المصلين للبلدة القديمة، ومنع حدوث ازدحامات بعد انتهاء الصلاة.
واضاف مراسلنا أن عناصر الشرطة عند بوابات البلدة القديمة، والمسجد الأقصى تخضع الشبان الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما بمن في ذلك الشبان المقدسيين ومن الداخل الفلسطيني لاجراءات تفتيش للتحقق من هوياتهم، في حين مُنع عشرات الشبان من أبناء الضفة الذين تمكنوا من اجتياز الحواجز العسكرية المقامة على بعض مداخل المدينة من القدس من دخول البلدة القديمة.
وفي باحات المسجد الأقصى انتشر العشرات من الفرق الكشفية التي عهد إليه بحفظ الأمن والنظام العام داخل الساحات جنبا إلى جنب مع حراس المسجد الأقصى، كما تتواجد فرق من طواقم الإسعاف الطبية من الهلال الأحمر والمسعفين العرب، حيث يتولى هؤلاء تقديم المساعدة الفورية لمن يحتاجها من كبار السن الذين أصيب بعضهم بحالات إعياء بفعل الازدحام الشديد وارتفاع درجات الحرارة.
ووفقا لمراسلنا، فقد أدى أكثر من 100 ألف مصل الليلة الماضية صلاة التراويح في الليلة الثانية من شهر رمضان الفضيل، حيث غصت فيهم ساحات المسجد الأقصى، وازدحمت بعد ذلك أسواق البلدة القديمة بهم، وسط انتشار شرطي تركز عند البوابات الخارجية للمسجد الأقصى.