موت الحجاج بن يوسف الثقفي
كان الحجاج يمثل النموذج الكامل للشقاء وسفك الدماء والظلم والجور والعدوان على شيعة اهل البيت عليهم السلام ويكفيه من الشقاء انه قتل عدداً من كبار اصحاب الامام علي عليه السلام منهم الصحابي المعروف كميل بن زياد الذي ينسب اليه (دعاء كميل) وقنبر غلام الامام علي، وسعيد بن جبير احد كبار تلاميذ الامام السجاد عليه السلام واصحابه والذي درس علوم الحديث والتفسير والقراءة عند عبدالله بن عباس.
وعن عدد الذين قتلهم الحجاج يعترف هو بقتل مائة الف فيما يذكر المؤرخون ان قتل مائة وعشرين الفا. وبلغ عدد المعتقلين في سجنه اكثر من مائة الف رجل وعشرين الف امرأة. وكان قد حبسهم جميعاً في سجن واحد لايقيهم حر البرد ولا برد الشتاء. ويروى انه اقترح على الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان قتل الامام السجاد عليه السلام حتى تبقى خلافته من دون معارض ولكن عبدالملك رفض الفكرة وقال له: لاتشركني في دماء اولاد الرسول.
وفي عام 72 هجري ارسله عبد الملك على رأس جيش لاخماد حركة عبدالله بن الزبير في مكة. فجاء الى مكة وضرب طوقا عليها ثم اخذ يرمي الكعبة بالمنجنيق حتى حرقها ودمرها. ثم اعتقل ابن الزبير وقتله وصلبه.
وبعد هذا الحادث الاجرامي ادرك عبد الملك مقدار تجرؤ الحجاج على حرمات الاسلام ومقدسات الاسلام، فقربه منه وأوكل اليه مهمة ملاحقة شيعة الامام علي واهل البيت عليهم السلام والقضاء عليهم بالسجن والتعذيب والقتل. فكان كما اراده عبد الملك جلاداً حاقداً، وقاتلاً يتلذذ من القتل وسفك دماء المؤمنين الصالحين، خاصة عندما كان حاكماً على العراق عشرين عاماً أو يزيد.
يقول عمر بن عبد العزيز: رأيت الحجاج في المنام فقلت له ماذا فعل الله بك؟ فقال له: قتلني بعدد الاشخاص الذين قتلتهم، ولكن قتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة.
مع تحيات عاشق الغروب