1 – مقتل المختار الثقفي
كان المختار احد الذين كتبوا الى الامام الحسين عليه السلام للقدوم الى الكوفة وقيادة الثورة ضد يزيد بن معاوية، وفي داره نزل مسلم بن عقيل – مبعوث الامام الحسين – فكان يختلف اليه زعماء المدينة ويبايعون مسلم، ولكن عبيد الله بن زياد قضى على حركة مسلم والقى المختار في السجن. وبعد مدة جرى اطلاق سراحه بوساطة عبد الله بن عمر زوج اخته. فالزمه عبيد الله بن زياد بالاقامة خارج الكوفة فرحل الى مكة، بانتظار ان تسنح الفرصة للعودة اليها ويعلن الثورة فيها.
في اواخرعام 63 هجري او بداية عام 64 هلك يزيد بن معاوية وحدث فراغ في الحكم وازمة داخل البيت الاموي حول من يستلم الحكم بعد يزيد، فقرر عبيد الله بن زياد التوجه الى الشام ليكون بالقرب من مركز الخلافة ويبتعد عن الكوفة حيث كانت الاجواء القائمة فيها تشير الى احتمال اضطراب الاوضاع فيها والثورة عليه. فاسرع عبد الله بن الزبير الى تعيين عبد الله بن مطيع حاكماً على الكوفة.
في مثل هذه الظروف عاد المختار الثقفي الى الكوفة وجمع حوله نحو سبعة آلاف من الشيعة بينهم ابراهيم بن مالك الاشتر النخعي وأثار فيهم الحمية للثورة والانتقام من قتلة الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، فاصطدم مع عبد الله بن مطيع وهزمه ثم استولى على دار الامارة في الكوفة وارسل جنده لملاحقة قتلة الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام، حتى انتقم من جميع الذين شاركوا في مذبحة كربلاء بينهم عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن، كما قتل عبيد الله بن زياد على يد ابراهيم الاشتر النخعي في معركة جرت بين الجيش الاموي وجيش المختار في اطراف مدينة الموصل بشمال العراق.
غير ان جيش المختار لم يستطع ان يقاوم امام الهجوم الواسع الذي شنه مصعب بن الزبير عليه قادما من البصرة، فقتل المختار في هذه المعركة يوم الرابع عشر من شهر رمضان في عام 67 للهجرة. وبعد اقل من عام جهز عبد الملك بن مروان جيشاً عظيماً وهاجم الكوفة حيث لقي مصعب مصرعه وتفرق جنده وعادت الكوفة الى سيطرة الدولة الاموية مرة اخرى.
2 – استشهاد محمد ذي النفس الزكية
هو محمد بن عبدالله المحض بن الحسن بن الامام الحسن بن الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام. كان شخصية بارزة معروفة بالفضل والشجاعة والفصاحة.
في عام 145 هجري ثار محمد ذو النفس الزكية ضد الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور الذي كان من اشد الحكام الذين سبقوه نقمة وعداوة للعلويين. وقد تزامنت ثورة ذي النفس الزكية مع حياة الامام جعفر الصادق عليه السلام الذي كان يعارض ثورة ابن عمه محمد لان الحقيقة والمأساة التي انتهت اليها هذه الثورة كانت شاخصة وواضحة لدى الامام الصادق عليه السلام مسبقا يشهد على ذلك حوار الامام عليه السلام مع عبد الله بن الحسن – والد محمد – حيث قال له (… ان هذا – يعني ابا جعفر المنصور – يقتله على احجار الزيت ثم يقتل اخاه بعده بالطفوف وقوائم فرسه في الماء). وكان ذو النفس الزكية يعيش متخفيا، وقد التقى هو واخوه ابراهيم مع ابيهما عبد الله سراً حيث كان هو واهله معتقلون لدى المنصور فسألاه عما يجب عليهما فعله فقال لهما: (ان منعكما ابو جعفر – المنصور – ان تعيشا كريمين فلا يمنعكما ان تموتا كريمين) وبهذا طلب منهما الثورة ضد ابي جعفر المنصور، فكان له ماطلب، فاعلن محمد الثورة في المدينة، فارسل اليه المنصور العباسي ولي عهد عيسى بن موسى الهادي على رأس جيش كبير، فوقعت بين الطرفين معركة استمرت ثلاثة ايام قتل على اثرها محمد ذو النفس الزكية وذلك في 14 رمضان من عام 145 هجري.
مع تحيات عاشق الغروب