1 – معراج الرسول الاكرم (ص)
قال تعالى: (سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير).
اختلفت الروايات في تاريخ المعراج. وذكر العلامة المجلسي انه وقع في الليلة السابعة عشرة – مساء يوم 16 – من شهر رمضان قبل ستة أشهر من الهجرة.
وتفيد الاية الشريفة بان الاسراء وقع من المسجد الحرام في مكة الى المسجد الاقصى في فلسطين حيث حُمل الرسول (ص) باذن الله تعالى الى هناك ليلاً وعند الصباح راح يحدث قومه عما يرى. وكان الاسراء امتحاناً لاتباعه (ص) وتثبيتاً لهم على الحق وامتحاناً للمشركين من خلال معجزة جديدة. وقد سئل الامام السجاد (ع) عن انه لم أسريَ نبيه الى السماء قال: (ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه).
وقد أثار الموضوع قريشاً فراح بعضهم يسأل رسول الله (ص) عن صفة المسجد الاقصى فوصفه لهم وصفاً دقيقاً وذكر لهم بأنه مر بقافلة لبني فلان وقد أضلوا بعيراً لهم وهم في طلبه وفي رحلهم قعب مملوء من ماء فشرب منه وغطاه كما كان. ومر بقافلة بني فلان فنفر بكر فلان فانكسرت رجله. وسألوه عن قافلة اخرى؟ فقال: مررت بها بالتنعيم، وبيّن لهم أحمالها وهيأتها وقال: يقدمها بعير صفته كذا.. وسيطلع عليكم عند طلوع الشمس. وكان كل ما قاله (ص) صحيحاً لا شائبة فيه.
ومن المسجد الاقصى عرج رسول الله (ص) من عالم الاكوان الظاهرة الى عالم الغيب حيث الجنة والنار والانبياء والملائكة ورأى من آيات ربه الكبرى، ثم عاد الى الارض، وحدّث الناس في مكة بما جرى وشاهد.
2 – استشهاد الفقيه المعروف بالشهيد الثاني عام 965 هجري
هو الفقيه الشيخ زين الدين المعروف بالشهيد الثاني. ولد في عام 911 في منطقة جبل عامل بلبنان تنقل بين دمشق ومصر وبيت المقدس وهو يطلب العلم وزار مكة مراراً للحج، فنال الشهرة في الفقه والاصول وعلم الكلام والشعر والادب والرياضيات. وكان يشار اليه بالبنان في الزهد والعبادة والورع والتقوى وجلالة القدر وعظم الشأن، وهو اول من صنف من الطائفة الامامية في علم الحديث.
وكان سبب مقتله وشاية قاضي صيدا به لدى الدولة العثمانية قائلاً انه وجد في بلاد الشام رجلاً مبدعاً خارجاً عن المذاهب الاربعة فارسل السلطان رجلاً في طلبه واحضاره حياً حتى يجمع بينه وبين علماء البلاد ليطلع على مذهبه ثم يحكم عليه. وقد عثر عليه هذا الرجل ولكنه بدلاً من ان يأخذه الى السلطان قتله في الطريق على ساحل البحر. وكان هناك جماعة من التركمان تولوا دفنه وبنوا عليه قبة. وعندما حضر المجرم القاتل لدى السلطان، قال هذا الاخير اني أمرتك ان تأتيني به حياً فقتلته، وأمر بقتله في الحال.
يذكر الشيخ البهائي عن والده الشيخ حسين بن عبد الصمد انه دخل في صبيحة بعض الايام على الشيخ الشهيد الثاني فوجده متفكراً فسأله عن سبب تفكره فقال: يا اخي اظن اني اكون ثاني الشهيدين لاني رأيت البارحة في المنام ان السيد المرتضى علم الهدى (رض) عمل ضيافة جمع فيها علماء الامامية بأجمعهم في بيت فلما دخلت عليهم قام السيد المرتضى ورحب بي وقال لي يا فلان اجلس بجنب الشيخ الشهيد فجلست بجنبه. فلما استوى بنا المجلس انتبهت من المنام، ومنامي هذا دليل ظاهر على اني اكون تالياً له في الشهادة.
وكان (رحمه الله تعالى) غزيراً في الكتابة والتأليف وبلغ مجموع ما ألف وصنف اكثر من 65 كتاباً ورسالة أهمها شرح اللمعة الذي يعد مصدراً مهماً في الفقه يعتمد عليه طلبة العلوم الدينية في الحوزات العلمية.
مع تحيات عاشق الغروب