1 – المؤاخاة بين المهاجرين والانصار
بعد ان هاجر رسول الله (ص) من مكة الى المدينة اراد ان يوطد اواصر الصلة ويوثق العلاقة بين المسلمين في مجتمعهم الجديد ولاسيما بين مسلمي مكة الذين سموا بالمهاجرين ومسلمي المدينة الذين سموا بالانصار، فعقد عقد المؤاخاة بين مسلم من المهاجرين وبين آخر من الانصار. وقد جرى هذا الحدث في السنة الاولى للهجرة وبعد خمسين يوما أو ثمانية اشهر من وصول الرسول الاكرم (ص) الى المدينة.
وبعد ان تم عقد المؤاخاة لم يبق احد من المهاجرين الا وله اخ من الانصار غير الامام علي عليه السلام الذي لم ينتخب له الرسول اخاً، فسأل الامام علي عليه السلام رسول الله (ص) عن ذلك، فقال له: (ياعلي انت اخي في الدنيا والآخرة). وفي رواية اخرى (انا اخوك) وذلك في اشارة صريحة وواضحة الى موقع الامام علي عليه السلام في عالم الاسلام والى مدى قربه من الرسول (ص)، حيث اراد (ص) ان يقول بان عليا ليس له كفؤ بين المسلمين سواي، انا النبي وهو الوصي، انا الرسول وهو الهادي، انا المؤسس للاسلام وهو المفسر له.
ويقول ابن عبد البر في الاستيعاب ان رسول الله (ص) عقد مؤاخاة اخرى بين المهاجرين انفسهم، مثل المؤاخاة بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وبين طلحة والزبير وبين عمر بن الخطاب وابي بكر الصديق وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف… وهكذا.
وكان من نتائج هذه الخطوة المباركة ان اصبح المهاجرون يرثون الانصار في اموالهم، واستمرت هذه الحالة حتى الى ما بعد معركة بدر حيث نزلت آية الارث لتنسخ ذلك الحكم.
مع تحيات عاشق الغروب