1 – ولادة الامام الحسن المجتبى عليه السلام سنة 3 هجري
ما ان علم رسول الله (ص) بمولد سبطه الحسن في العام الثالث للهجرة حتى سارع الى بيت فاطمة الزهراء عليها السلام فحمل الوليد المبارك على يديه وقبله وضمه الى صدره ثم اذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى، ثم التفت الى عليّ عليه السلام قائلاً: أي شيء سميت ابني؟ قال علي عليه السلام ما كنت لاسبقك بذلك..فقال: ولا انا سابق ربي. فنزل الوحي على رسول الله (ص) يبلغه بان الله سبحانه قد سمى الوليد المبارك (حسنا).
وللامام الحسن عليه السلام مكانة عظمى في القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة. حيث حمل القرآن الكريم بين طياته كثيراً من الآيات البينات التي تنطق بمكانة الحسن السبط واهل البيت عليهم السلام عند الله تعالى نذكر منها هذه الآيات (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) و(يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءا ولاشكورا) وايةالمودة (قل لااسئلكم اجرا الا المودة في القربى). وفيما يتعلق بالاحاديث النبوية نكتفي بذكر حديثين الاول: (من سره ان ينظر الى سيد شباب اهل الجنة فلينظر الى الحسن بن علي)، (الحسن والحسين امامان قاما أو قعدا).
تسلم الامام الحسن مسؤولية الامامة والزعامة العامة بعد استشهاد ابيه الامام علي عليه في عام 40 هجري، وخضعت لحكمه البلاد الاسلامية، ولكن معاوية واصل العصيان في الشام واعلن الحرب على الامام. فقرر عليه السلام الدخول في مواجهة عسكرية معه، ولكن ضعف المعنويات والاضطراب تفشى في جيش الامام وتآمر بعضهم على حياة الامام نفسه. فارغم عليه السلام على توقيع وثيقة صلح معاوية تنازل بموجبها عن الخلافة لمعاوية الذي تنكر فيما بعد لجميع الشروط التي وافق عليها والعهود التي الزم نفسه بها مقابل تنازل الامام عن الخلافة. وقد قال الامام لابي سعيد عندما كلمه بشأن وثيقة الصلح: (ياأبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية، علة مصالحة رسول الله لبني ضمرة وبني اشجع. ولاهل مكة حين انصرف من الحديبية) بعد ذلك انتقل الامام عليه السلام من الكوفة الى المدينة المنورة ليواصل مسؤوليته من خلال منصب الامامة باسلوب آخر حتى قضى نحبه شهيداً في 28 صفر في عام 50 للهجرة.
2 – توجه مسلم بن عقيل الى الكوفة 60 هجري
عندما كثرت رسائل اهل الكوفة الى الامام الحسين عليه السلام يدعونه للقدوم الى الكوفة وقيادة الثورة ضد يزيد، قرر الامام عليه السلام ان يرسل اليهم اولا ابن عمه مسلم بن عقيل ليأخذ منهم البيعة، فغادر مسلم المدينة في 15 رمضان من عام 60 للهجرة. ودخل الكوفة في شهر شوال، فبايعه منها اثنا عشر الفا وقيل ثمانية عشر الفا فكتب الى الامام الحسين عليه السلام يخبره بذلك. وعندما علم يزيد بالامر ولى عبيد الله بن زياد على الكوفة وطلب منه ان يقتل مسلم بن عقيل. فقدم عبد الله الكوفة ونزل قصر الامارة، وكان مسلم في دار هاني بن عروة الذي استدرجه عبيد الله الى القصر وسجنه، ولما بلغ ذلك مسلم خرج من دار هاني وحاصر قصر الامارة باربعة آلاف رجل، ولكن عبيد الله استطاع بحيلته ان يفرقهم عنه. فبقي مسلم وحيداً ثم لجأ الى دار امرأة فوشى به ابنها الى ابن زياد الذي ارسل جنده وحاصروا الدار فقاتلهم مسلم ثم استسلم بعد ان اعطوه الامان ولكن ابن زياد لم يلتزم بالامان وامر بقتل مسلم وصلب جثته، وذلك في الثامن من ذي الحجة عام 60 هجري، وبعد رحيل الامام الحسين عليه السلام بيوم واحد من مكة قاصداً الكوفة. وبعث ابن زياد برأس مسلم الى يزيد في دمشق وهو اول رأس حمل من رؤوس بني هاشم وجثته اول جثة صلبت منهم.
وعندما وصل الامام الحسين عليه السلام الى مقربة من القادسية علم باستشهاد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ونقض اهل الكوفة للعهود التي قطعوها على انفسهم بمبايعته والانضواء تحت رايته للثورة ضد الحكم الاموي المنحرف. فواصل عليه السلام سيره حتى نزل بارض كربلاء وخاض معركته الخالدة في العاشر من محرم من عام61 للهجرة حتى استشهد هو واهل بيته واصحابه.
مع تحيات عاشق الغروب