أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عددا من مزارعي بلدة قراوة بني حسان الواقعة غرب محافظة سلفيت، بضرورة إخلاء أراضيهم الزراعية الواقعة شمال البلدة والمعروفة بـ " وادي أبو عمار" وعدم ممارسة أي نشاط زراعي فيها، وذلك بعد مضي أشهر على استصلاح تلك الأراضي ومباشرة العمل فيها من قبل مالكيها من مزارعي البلدة.
ويقول صابر مرعي وهو احد المزارعين المتضررين والمالكين للأرض المهددة بالمصادرة والإخلاء في منطقة بئر أبو عمار، ان سلطات الاحتلال أقدمت على إنذار مالكي الأراضي ومزارعي البلدة وتهديدهم بعدم استمرار العمل في الأراضي المذكورة بحجة إنها أملاك دولة وتقع ضمن المناطق المعروفة بـ (C )، مؤكدا في الوقت نفسه إن الأراضي التي يتم العمل فيها واستصلاحها من قبل أصحابها المزارعين في قراوة، مصنفة في الخرائط والأوراق القانونية ضمن منطقة الحوض " 2"، مضيفا أنها بذلك تكون بعيدة كل البعد وتفند ما يدعيه الاحتلال، وإنها تتبع للبلدة ومالكيها الأصليين دون غيرهم، ولا يوجد أي قانون من قريب أو بعيد يمنع استخدام هذه الأرض او العمل فيها وخصوصا ان جزء كبير منها ومن الأراضي المحيطة بها مزروعة بأشجار التين والزيتون وأهالي البلدة يزورونها ويعملون فيها على مدار العام.
وأوضح ان الأراضي التي يتم استصلاحها عبارة عن وديان ومناطق وعرة كانت مهجورة وغير صالحة للزراعة منذ سنوات، لكن وبعد العمل المتواصل فيها من قبل مالكيها وهم من عائلة (سلوم) في بلدة قراوة بني حسان على مدار الأشهر الماضية ، تم تشجيرها بالزيتون وزراعتها بالخضراوات وشق قنوات مياه فيها، لافتا ان ذلك أزعج الاحتلال وجعله متخوفا من عودة الأهالي والمزارعين لأراضيهم والعمل على استصلاحها والعمل فيها رغم بعدها عن المناطق الاستيطانية المحاذية وعن البلدة نسبيا.
وقال الصحفي معين ريان الذي يقطن بلدة قراوة بني حسان، ان مساحة الأراضي المخطر أصحابها بالإخلاء ومغادرتها تزيد عن (400 دونم)، وانه بهذا القرار هناك خطر كبير على الأراضي المحيطة، حيث يتخوف مالكيها والأهالي منعهم لاحقا من الوصول إليها والعمل فيها من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين.
ووفقا للأهالي المهددة أراضيهم فان أعمال الاستصلاح للأراضي تمت على نفقة الأهالي الخاصة، حيث بدء العمل فيها منذ شهر حزيران 2009 وتواصل بكل الإمكانيات والوسائل الزراعية المتاحة لغاية تموز العام الحالي، مؤكدين انه طوال فترة العمل الماضية لم يكن هناك أي مضايقات او اعتراض من قبل سلطات الاحتلال، في إشارة الى أن تواجد المزارعين فوق أرضهم باستمرار اقلق مطامع الاحتلال في الاستيلاء على الأرض وخيراتها وخصوصا أنها تحوي مياه جوفية وموسمية دائمة.
وحول الإخطارات التي سلمت خفية للمزارعين، أشار مرعي انه بتاريخ 12/7/2010 تسلم إخطار من الاحتلال طولب فيه وإخوته بوقف العمل في الأرض، وبتاريخ 5/8/2010 عثر على كتاب إخطار آخر القي في الأرض التي يجري العمل فيها جاء فيه أمر بالإخلاء الفوري للأرض موقع من الإدارة المدنية الإسرائيلية، مضيفا ان العائلة وقبل أيام قليلة تلقت أمرا عسكريا من قيادة جيش الاحتلال يقضي بمنع زيارة الأرض او العمل فيها وزارعتها أيضا.
هذا وتوجه أهالي ومزارعي البلدة المهددة أراضيهم لمؤسسات السلطة الفلسطينية، ووزاراتها المعنية كالزراعة ووزارة الدولة للتدخل والمساعدة في صد الهجمة الإسرائيلية التي طالت أراضيهم ومقدراتهم التي تشكل مصدر رزق وعون لهم ولأولادهم ونسائهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة، وناشدوا الحكومة ورئيس وزرائها الدكتور سلام فياض للوقوف إلى جانب مزارعي البلدة وحماية أراضيهم من الهجمة الإسرائيلية المتصاعدة، وذلك استنادا إلى المقتضى القانوني الذي من شأنه تفنيد ادعاءات ومزاعم الاحتلال بملكيته للأراضي المذكورة.
ويذكر ان جيش الاحتلال الإسرائيلي أقدم في شهر نيسان الماضي على إيقاف العمل في شق الطريق الزراعي المؤدي إلى (نبعة نويطف) شرق بلدة قراوة بني حسان، حيث أن الطريق المذكورة والتي يبلغ طولها 1300م تم تمويلها من قبل السلطة الفلسطينية لخدمة المزارعين من البلدة، وحمايةً لأراضيهم الزراعية في ذات المنطقة التي تشهد في هذه الأيام حملة شرسة من قبل مستوطني البؤرة الاستيطانية 'حفاة يئير' القريبة من أراضي البلدة.
مع تحيات عاشق الغروب