في عهد الملك كسرى حدثت هذه الحكاية البسيطة .. فقد خرج رجل الى السوقينادى من
يشترى أربع كلماتبأربعمائة ديناروبالطبع 400دينار مبلغ كبير لا يوجد بينهم من يستطيع أن
يشترى حتى ولو كلمه واحده فلم يرد على الرجل أحد ولكن سمعه أحد رجالالملك كسرى
وأخبرملكه بذلك فطلبه كسرى وقال له بماذا كنت تنادى فى السوق قال الرجلكنت أقول من يشترى أربع كلمات بأربعمائة دينار
قال كسرى : حسنا لقد اشترينا كلماتك ولكن لو وجدناها غير ما تقول رددناهااليك وفوقها
مثلها وأخذنا منك ال..400 دينار وحبسناك بها
فوافق الرجل ووقف يقول كلمته الاولى وهي :
(( أيها الملك لا تأسف على ما فات ))
فقال الملك نعم صدقت فلا يفيد الندم ولا يعود اليوم الذي مر ولا يعود الميتمثلما كان حي
ثم قال الرجل كلمته الثانية وهي :
(( لا تحمل نفسك ما لا تطيق ))
فقال الملك صدقت ان لكل نفسا وسعها ولكل جسدا جهده ولكل قلبا سعته فإنتحملت أكثر من طاقتي ضعت وان تحمل قلبي أكثر من طاقته توقف
فقال الملك أعطنا الثالثة فقال الرجل :
(( لا تعمل عملا لا تجني من ورائه فائدة ))
فقال كسرى معك حق فهو ضياع للوقت والجهد وربما المال وربما كان مفسده للعقلوالقلب معا
ولو فكرنا في كل شيء قبل فعله ربما أنقذنا تفكيرنا من شر يحوم حولنا
قال الملك أعطني الرابعة فقال الرجل
(( لا تغتر بمال ولو كثر ))
فقال كسرى يالحسن حكمتك هذه فالمال ليس ماء بحر والمال ليس رمال صحراء
انما هو بئرا تفرح به وترتوى وتعيش حوله تشرب وتنهل وتجرى الدماء في عروقك
ثم يذهب الماء فتجف أمعاءك وتفقد عقلك ثم حياتك
يا هذا كلماتك خيرا مما طلبت فيها
وأمرنا لك ب1600دينار
ولكن قل لى أولا هل عملت بها
فقال الرجل نعم سحقتني الأيام كثيرا فعاركتها وعاركتني وصارعتها وصارعتنيثم خرجت منها فائزا بما رأيت وسمعت
فضحك كسرى وقال زيدوه مثلها دواءا له
منقول
المصدر: منتدى صمت الذكريات الجريح
مع تحيات عاشق الغروب