حينما تسقط من مكانٍ مرتفع تصحو على واقع مؤلم، لتفيق من حلمك الجميل على أشلاء من الوهم قد تبددت، هكذا هو حال العشاق حينما يتبدد الحلم لديهم ليصبح حقيقة مؤلمة، وأن ذاك الحب لم يكن سوى عابر سبيل في حياتهم اليومية.
كم نُتعب ذلك القلب الصغير معنا ونُحمله المعاناة اليومية في انتظار سماع صوت الحبيب أو الحبيبة، نترقب ذلك الصوت القادم من على بعد آلاف الأميال عبر الأثير الذي يُحول حالة الانتظار إلى حالة فرح وشوق فيكون هناك العتاب المتبادل بين الطرفين.
أين أنت؟ وأين كنت؟ أنا أنتظرك؟! وإلى ما هنالك من كلمات العتاب بين الطرفين.
وسرعان ما يذوب جليد العتاب ليكشف لنا عن قلبٍ طيب وحنون قد عصفت به الريح في بحر الحب المتلاطم، ليغفر للحبيب كل زلاته ويقبل أعذاره.
أهكذا هو الحب؟.
نعيش معه أجمل الأحلام ونكتب فيه أجمل الكلمات وأعذبها.
وحينما يهجرنا ذلك الفؤاد ينقلب الحال إلى جحيم وحطام متراكم ويتغير الحال إلى مائة وثمانون درجة.
ونسأل أنفسنا هل كان الاختيار صحيحاً؟. أم هي الأقدار التي ساقتنا إلى هذا الطريق المسدود. إلى حبٍ حكم عليه القدر بهذه النهاية الحزينة والتي سرعان ما تنعكس على صاحبها إما أن يضرب عن الأكل والشرب أو يحاول الانتحار أو يحاول الابتعاد عن الآخرين لتبدأ مرحلة أخرى من الشقاء والمعاناة مع الذات وتأنيب الضمير بسبب هذا الحب الذي انتهى بطرفة عين فقلب مجرى حياتنا من الفرح إلى الحزن.
لا نرى عيوبنا في تلك الأوقات بل حسناتنا وكأننا ولدنا على هذه الأرض من أرحام الملائكة.
وبعد إن افترقنا ينكشف الزيف الذي كان يكسوا ذلك الجسد كما هو حال الجليد حينما يذوب وأنت واقف عليه.
ستجد نفسك في بحر من الصقيع البارد، تحاول جاهداً أن تتمسك بقطع من الجليد الهش لعلك تخرج من ذلك المكان ولكن لا محالة من الخروج.
أصبح الحب كلمة تقال على اللسان شعوراً قد خلا منه القلب وإحساس قد باعه الآخرون واستغنوا عنه بينما هناك قلوب تتحطم وتتعذب بسبب هذا الحب الذي عاشوه لزمن .
صراع بين العواطف والأحاسيس بين أخذ ورد ومد وجزر.
تبكي من الحسرات ألماً على ذاك الحب الذي ضاع من بين يديك وتبكي آلاف المرات متحسراً على وقتك الذي ضيعته بصحبته.
تتنهد الآهات كلما ذكرته ، وتعود لنفسك لتصبرها على رحيله وتقول في قرارة نفسك بأنه لا يستحق كل تلك التضحية ولا يستحق ذلك الحب.
تركن إلى ذلك المكان تبكي على أطلال الماضي الذي انتهى مع بزوغ فجر يوم جديد، لتبدأ مرة أخرى مع المعاناة النفسية والقلبية، بسبب إنسان كان يلهو بعواطفك ولاهم له سوى الكذب والتدليس على تلك القلوب الصغيرة والرحيمة.
تضيع تلك الكلمات التي طالما كنتُ أسمعها منه، كم أنتِ جميلة، وكم أفتقدكِ، وكم هي الحياة بدونكِ لا تساوي شيئاً.