هل تعلم حقًا ما هو المسجد الأقصى؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعلم حقًا ما هو المسجد الأقصى؟
عندما يأتي الحديث عن المسجد الأقصى،، كثير منا يتبادر إلى ذهنه للأسف
صورة المسجد ذو القبة الذهبية أو ما يسمى بمسجد قبة الصخرة..
وكأنَّ هذا ما يقتصر عليه المسجد الأقصى فحسب وكل ما يقع على ما حوله من انتهاكات مسكوتٌ عنها هي لا تطال المسجد الأقصى ولا تمت له بصلة..
هنا جئنا لنصحح هذه الفكرة الشائعة بين الأغلبية للأسف.
وهذا الجهل المحزن لدى الكثير من أبناء أمتنا الإسلامية بحدود مسجدهم الأقصى ومقدساتهم الشريفة.
هو الذي دفعنا إلى العروج على هذا الموضوع لأن الجهل به هو مقدِّمة تضييع الأقصى المبارك بأكمله!!
إذن فأخي المسلم،، أختي المسلمة،، هل تعلمان حقًا ما هو المسجد الأقصى؟
الحقيقة هي أن الأقصى هو اسمٌ لجميع المسجد مما
دار عليه السور، وفيه الأبواب والساحات الواسعة، والمُصلَّى الجامع وقبة الصخرة، والمُصَلَى المرواني والأروقة والقباب، والمصاطب و أسبلة الماء وغيرها من المعالم، وعلى أسواره المآذن والمسجد كلُّه غير مسقوف سوى بناء قبة الصخرة والمُصلَّى الجامع الذي يُعرفُ عند العامَّة خطأً بالمسجد الأقصى وما تبقى فهو في منزلة ساحة المسجد وهذا ما اتَّفق عليه العلماء والمؤرِّخون، وعليه تكون مضاعفة ثَّواب الصلاة في أي جزء مما دار عليه السور.
إن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره ، من قبة الصخرة والأروقة وغيرها مُحدثة، أي قام المسلمون ببنائها وتحديد معالمها شيئًا فشيئًا مع تتابع الخلافات والحكومات الإسلامية على بلاد المسلمين.
وهي وكل ما بينها وما حولها من منشآت فهي تقع ضمن أقصانا المبارك..
على هذا الأساس ندرك بشكل واضح أن كل المساحة القائمة ، حدود ما دار عليه سور الأقصى المبارك
هي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، والسور المحيط بهذه المساحة هو جزء لا يتجزأ منها،، بمعنى أن
السور وكل الأبواب الموجودة في السور هي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، فالسور الغربي على سبيل المثال هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك،
وحائط البراق الذي يعتبر جزءا من الأقصى المبارك ، ورباط
الكرد الذي يعتبر جزءا من السور الغربي هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك ، وهكذا كل أبواب السور
الغربي كباب المغاربة ، وكذلك كل مباني السور الغربي كالمدرسة التنكزية كلها جزء لا يتجزأ من الأقصى
المبارك!!
كثير منا يجهل حقيقة حدود المسجد الأقصى، وعليه فإن كثيرا منا يجهل مدى حقوقنا في المسجد الأقصى، ووفقًا لذلك فإننا قد أيقنَّا بأن هناك اعتداء صارخ على مسجدنا الأقصى..
في تحويل
حائط البراق الذي هو جزء من الأقصى المبارك إلى ما يسمونه اليوم –" حائط المبكى"ـــ وهم وتضليل وهو
اعتداء صارخ ومتواصل على الأقصى المبارك !! وإعلان وزارة الأديان الإسرائيلية قبل سنوات عن نيتها
تحويل رباط الكرد الذي هو جزء من الأقصى المبارك إلى ما سموه مشروع المبكى الصغير هو اعتداء صارخ
ومتواصل على الأقصى المبارك !! وإغلاق الجيش الإسرائيلي لباب المغاربة الذي هو جزء من الأقصى المبارك حتى
الآن !! ومنع المسلمين من دخوله أو الخروج منه هو اعتداء صارخ ومتواصل على الأقصى المبارك !!
وتحويل الحكومة الإسرائيلية المدرسة التنكزية التي هي جزء من الأقصى المبارك إلى معسكر جيش إسرائيلي حتى الآن !! هو اعتداء صارخ ومتواصل على الأقصى المبارك!!
*************
من يعرف حقيقة الأقصى المبارك يعرف تلقائيا حقيقة الاعتداءات عليه بالتحديد حتى يومنا هذا!!
إن السور الشرقي والسور الشمالي والجنوبي الذي يحيط بالأقصى المبارك بكل
بواباته ومبانيه هي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك!!
وكل بناء في حدود هذه الأسوار الأربعة هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك !! فالساحات
الترابية المزروعة بالزيتون والأشجار الحرجية هي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك ، والسبل والقباب
والمساطب والبوائك وبقية المباني هي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك
فمن عرف ذلك سيعرف حقيقة الأحزان والهموم التي يعاني منها الأقصى المبارك !!
فأحد مبانيه الواقعة في داخل أسواره قد
تم تحويله إلى مركز للشرطة الإسرائيلية، وهذا اعتداء صارخ ومتواصل على الأقصى المبارك ، وساحاته الترابية الواقعة بين أسواره يخطط بعض اليهود لبناء هيكل عليها ، وقد صرحوا بذلك..
وفق ما تقدم نؤكد أن الصخرة المشرفة هي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، والمسجد المبني في صدر ساحة المسجد الأقصى المبارك من جهة القبلة هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك
وليس هو الأقصى المبارك فقط كما يتوهم غالب المسلمين حتى الآن ، البناء الواقع تحت هذا المسجد
ما يعرف باسم " الأقصى القديم " هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك ، والمصلى المرواني
الواقع تحت ساحة الجهة الجنوبية الشرقية للأقصى المبارك هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك
!! وفق ذلك
فإن أي مؤامرة تستهدف الأقصى القديم أو تستهدف المصلى المرواني هي مؤامرة رخيصة ودنيئة على
الأقصى المبارك!!
لقد قال الله تعالى مشيرا إلى عظم مكانة وتشريف الأقصى المبارك
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" (لإسراء-1)
كما وأشار سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى مدى أهمية الأقصى المبارك قائلًا:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة, والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة) رواه الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه.
فالمسجد الأقصى الذي ذكر في سورة الإسراء هو كل المساحة المُحاطة بالأسوار الأربعة للأقصى المبارك ومضاعفة الثواب بالصلاة فيه تكون في أي جزء مما دار عليه السور، كل ركعة فيها تعدل خمسمائة ركعة.
فاستيقظوا يا مسلمين فمجرد جهلكم بأقصاكم الشريف هو جريمة كبرى في حقه واعتداء صارخ عليه..
فهلا استيقظتم وتنبَهتم لما يحاك ضدكم في الليل، أكثر من ثلاثين عامًا مضت على أعمال الحفر تحت أقصانا الشريف،، أكثر من ثلاثين عامًا وأعداء الله القردة والخنازير دأبوا على استعمال الأحماض على الصخور التي تقع تحت أقصانا الشريف لتذوبيها وإضعافها وضمان انهيارها على مرِِ السِّنين..
ونحن لا زلنا في سباتنا العميق فمتى نستيقظ؟!
،، هم لا ينامون ويعملون ليلًا ونهارًا يدمِّرون مقدساتنا بكل خبث في صمت وهدوء لا يضرُّهم إن هُدم بعد مئة عام المهم النتيجة متحققة..
ونحن نائمون أما آن الأوان لنستيقظ وننقذ أقصانا الجريح؟!!!
أما آن الأوان لنشحذ الهمم و نقوّي العزائم وننهض من غيبوبتنا الدائمة كي نحرر أقصانا ، كي نمحو عارنا ، نعم والله إنه لعار كبير في جبين أمتنا الإسلامية والعربية أن نأكل ونلهو ونسافر وننافق ونمالئ أعداء الله أبناء صهيون الذين لعنهم.