| الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم | |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الليل عضو فعال
الجنس : عدد المساهمات : 151 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق
| موضوع: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الأحد أكتوبر 24, 2010 9:01 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] السؤال: ما هي الأدلة على حفظ القرآن الكريم ، وهل قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) قال فيه بعض المفسرين : إن المحفوظ هو محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس القرآن الكريم ؟
الجواب :
الحمد لله
الأدلة الواردة في القرآن الكريم التي تدل حفظه من الضياع أو الزيادة والنقصان هي :
1- قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9.
يقول الإمام الطبري رحمه الله :
" ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله : ( لَهُ ) من ذكر الذكر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
عن قتادة : ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلا ، أو ينقص منه حقا .
وقيل : الهاء في قوله ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ، بمعنى: وإنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه " انتهى باختصار.
" جامع البيان " (17/68)
والمعنى الأول هو الصحيح المناسب للسياق ، فقد جاء في الآيات التي قبل هذه الآية قوله تعالى : ( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ . لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ . مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ) الحجر/6-8.
فالذكر المقصود بالآيات هو الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك هو القرآن الكريم .
ولذلك قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" المعنى الأول أَوْلى ، وهو ظاهر السياق " انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (4/527)
2- يقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت/41-42.
يقول الإمام الطبري رحمه الله :
" قوله : ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ) يقول تعالى ذكره : وإن هذا الذكر لكتاب عزيز بإعزاز الله إياه، وحفظه من كل من أراد له تبديلا أو تحريفا أو تغييرا ، من إنسي وجني وشيطان مارد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) معناه : لا يستطيع ذو باطل تغييره بكيده ، وتبديل شيء من معانيه عما هو به ، وذلك هو الإتيان من بين يديه ، ولا إلحاق ما ليس منه فيه ، وذلك إتيانه من خلفه .
عن قتادة : الباطل : إبليس ، لا يستطيع أن ينقص منه حقا ، ولا يزيد فيه باطلا " انتهى باختصار وتصرف.
" جامع البيان " (21/479)
3- ويقول الله عز وجل : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) الكهف/27.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" يقول تعالى آمرًا رسوله عليه الصلاة والسلام بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى الناس: ( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) أي : لا مغير لها ، ولا محرِّف ، ولا مؤوّل " انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (5/151)
ويقول العلامة السعدي رحمه الله :
" أي : اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفهمها ، وتصديق أخباره ، وامتثال أوامره ونواهيه ، فإنه الكتاب الجليل ، الذي لا مبدل لكلماته ، أي : لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها ، وبلوغها من الحسن فوق كل غاية ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) فلتمامها استحال عليها التغيير والتبديل ، فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه ، وفي هذا تعظيم للقرآن ، وفي ضمنه الترغيب على الإقبال عليه " انتهى.
" تيسير الكريم الرحمن " (ص/479)
4- ويقول سبحانه وتعالى : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ . بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ) العنكبوت/48-49.
دلت الآية الثانية على أن القرآن الكريم محفوظ في صدور العلماء ، وهو خبر من الله عز وجل ، وخبر الله لا يمكن أن يتخلف في زمان ولا في مكان .
5- ويقول جل وعلا : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ . لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ . ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ . فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) الحاقة/44-47.
وإذا كان هذا الوعيد في حق سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف هو حال من يسعى في تحريف كتاب الله والتقول على الله فيه ما لم يقله ، وبهذا القياس يمكن الاستدلال بهذه الآية على أنه لا يستطيع بشر أن يزيد أو ينقص من كتاب الله شيئا ، فالعقوبة العاجلة له بالمرصاد.
عن نافع ، قال :
خطب الحجاج ، فقال : إن ابن الزبير يبدل كلام الله تعالى .
قال : فقال ابن عمر رضي الله عنهما : كذب الحجاج ؛ إن ابن الزبير لا يبدل كلام الله تعالى ولا يستطيع ذلك .
رواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/596) بسند صحيح .
6- وقد وصف الله عز وجل هذا القرآن بعلو جانبه ، ورفعة منزلته ، وعظيم مكانته ، وهذه الأوصاف كلها أوصاف حق وصدق ، يمكن الاستدلال بها على حفظ القرآن من التغيير والتبديل ، لأن تحقق هذه الأوصاف لا يكتمل إلا بحفظ القرآن وبقائه .
يقول الله عز وجل : ( حم . وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ . إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الزخرف/1-3.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" قوله تعالى: ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) بين شرفه في الملأ الأعلى ، ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض ، فقال تعالى : ( وإنه ) أي : القرآن ( فِي أُمِّ الْكِتَابِ ) أي : اللوح المحفوظ ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، ( لدينا ) أي : عندنا ، قاله قتادة وغيره ، ( لعلي ) أي : ذو مكانة عظيمة وشرف وفضل ، قاله قتادة ( حكيم ) أي : محكم بريء من اللبس والزيغ . وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله ، كما قال : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ . لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ . تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77-80. وقال : ( كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ ) عبس/11-16" انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (7/218)
8- وقوله عز وجل : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) البقرة/2. ينفي عن القرآن الكريم كل ريب وشك ، والتغيير والتحريف من أعظم الريب المنفي الذي يستحق النفي .
9- عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ : ( أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا : ....إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ...)
رواه مسلم (رقم/2865)
يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله :
" فلو غسلت المصاحف لما انغسل من الصدور ، ولما ذهب من الوجود ، ويشهد لذلك قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9" انتهى.
" المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم " (7/163)
ويقول الإمام النووي رحمه الله :
" قوله تعالى : ( لا يغسله الماء ) معناه : محفوظ في الصدور ، لا يتطرق إليه الذهاب ، بل يبقى على مر الأزمان " انتهى.
" شرح مسلم " (17/198)
وننبه هنا إلى أن هذه الأدلة إنما هي بحسب سؤال السائل ، أدلة من القرآن الكريم على تكفل الله بحفظه ، وأما الأدلة الواقعية على صدق هذا الخبر فلها محل آخر من البحث والجواب .
كما ننبه إلى أن معظم هذه الأدلة إنما تصدق في القرآن الكريم إذا استحضرنا أنه كتاب منزل إلى الناس كافة ، وأنه يحوي تشريعا صالحا لكل زمان ومكان ، بخلاف الكتب التي أنزلت على الأنبياء من قبل .
والله أعلم . |
|
| |
أمير الشمال مشرف عام
الجنس : عدد المساهمات : 1782 العمر : 39 العمل/الترفيه : موظف المزاج : ولا احلى من هيك
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الإثنين أكتوبر 25, 2010 8:15 am | |
| جزاك الله كل خير في ميزان حسناتك مودتي |
|
| |
سندريلا2010 عضو فعال
الجنس : عدد المساهمات : 186 العمر : 52 العمل/الترفيه : متخريجة المزاج : رايق
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الإثنين أكتوبر 25, 2010 1:37 pm | |
| بارك الله فيك
فى ميزان حسناتك
شكرا لكـ
|
|
| |
روعة الإحساس المراقيه عامه
الجنس : عدد المساهمات : 7999 الموقع : بعالم آخر غير معروف العمل/الترفيه : بمرفأ ذكرياتي..... المزاج : عالآخر
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:14 pm | |
| |
|
| |
جريح الأيام إدارة المـــنـــتــدي
الجنس : عدد المساهمات : 19868 العمر : 35 العمل/الترفيه : ولا أشي والحمد الله المزاج : رايق
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 8:40 pm | |
| بااااارك الله فيــــــــك .......
في ميزان حسناتك .....
دمت بخير
|
|
| |
الليل عضو فعال
الجنس : عدد المساهمات : 151 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الخميس أكتوبر 28, 2010 9:32 am | |
| مشكورين جميعكم على المرور |
|
| |
لمسة حنين الأعضاء V.I.B
الجنس : عدد المساهمات : 5027 المزاج : رضاااا من الله
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الخميس أكتوبر 28, 2010 10:58 am | |
| |
|
| |
الليل عضو فعال
الجنس : عدد المساهمات : 151 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالب المزاج : رايق
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الخميس أكتوبر 28, 2010 11:36 am | |
| مشكورة اختي على المرور وبارك الله فيك |
|
| |
عبدالشافي عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 2 العمر : 31 العمل/الترفيه : كومبيوتر المزاج : رايق
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم السبت أكتوبر 30, 2010 11:24 pm | |
| |
|
| |
عاشق الغروب مراقب
الجنس : عدد المساهمات : 4743 العمر : 32 الموقع : مـسـكـت الـقـلم لأكـتـب هـمـومـي فـبـكـى الـقـلـم قـبـل أن تـبـكـي عـيـونـي العمل/الترفيه : أعـــمــال حــره S.W.A.T المزاج : رايق+معصب
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الأحد أكتوبر 31, 2010 12:42 pm | |
| |
|
| |
الاسير أمــــن المــنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 14392 العمر : 43 الموقع : https://samt-azekrayat.yoo7.com/profile.forum?mode=editprofile العمل/الترفيه : موظف المزاج : اشي من الاخر
| موضوع: رد: الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم الجمعة مارس 18, 2011 2:59 pm | |
| |
|
| |
| الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم | |
|