؛‘؛ نِيرِانُ الفُراقِ ؛‘؛
:
سَئلتُ قَلِبي مَا هُو الفُراقُ ..!
فَأجَابَ مُتلعِثماً ِمنْ الجَرح ِمَا فَاق .!
:
عِنْدمَا أفَتحُ أبَوُابِي يَذُوبُ الشّكُ ويِنوُلدُ الصِدّقُ .!
واَرىَ السّعادةَ تَلبّسُ ثوباَ الحِلَم والمُنىَ بحِق .!
فَأجَعلُ مِنْ عَرّشِ المَشّاعِر قَصراً يُثبتْ أَسّاسهُ بِالقَلبِ دَقاً .!
:
ويَبْدأُ المَشّوُارُ عَلىَ طَرّيقِ الأَزَهار .!
:
:
أَيامٌ تَعزَفُ فِيهَا العَصَافِيرُ المَسّرُوُرة .!
أُغَنيِةُ الفَرحِ فَيرّقصُ الجَدولُ مِنْ بِينْ صّخُورهِ .!
ويخَتبىءُ الوَردُ حَياءً مِنْ حَضُورهِ .!
ويَبلَغُ التِينُ والتَفاحُ نُضجهُ مِنْ وُراءِ سّورِه .!
فيَصّبحُ مُصّفراً ومُخّضراً ومُحّمراً يَبثُ نُوره ُ.!
:
فَأنتَ السّعيدُ ِفيِ حَياةِ العِشقِ والوُاحَات ..!
:
هُنّا ...!
بَكىَ قَلِبي بُكَاءً شّدِيداً عَلىَ الأَيامِ المَاضِيات .!
وأَخذَ يَشّهقُ عِدةَ شَهقَات .!
وَقَالَ ِليّ :
:
:
اِحَفظْ عِنيّ ياَ فَهدُ ..!
:
أِنّْ الفُرّاقَ نَارٌ تَشّتعلُ تحَتَ أَطَباقُ العُذُوبةِ وتَلسّعُ لسّعَات .!
فَتّجعَلُ سِرّاجَ الحُبِ ينَطَفِىءُ رَمَاداً وتَبقَىَ الصّدمَات .!
فَيَنشّفُ زَيتُ المَشّاعرِ وتُلقَىَ ِفي الظُلمْات .!
:
ويتَمْلصُ الرُخَامُ المُكَتَسِي أَرضَ الحُبِ دُونَ عَناَء .!
وتُجَتّثُ زُرُوع الحَقَلِ مِنْ جَوفِ العُذُوبةِ بِشّقاء .!
وتَسّتَسّلمُ عَظَمةُ الُوفاءِ لِفَخَامِة الحِزنِ ذُو الغَباء .!
وتَبْطِشُ يَدُ القَهرِ عَلىَ الُلؤُلؤِ العَذّب فيَتَبْخرُ ِفي الهَوُاء .!
:
:
فيقُوم المَرجَانُ واَلألمَاسُ يُولوُلِوُنْ .!
ويجَتَمِعُون ِفيِ العَزاءِ يبَكُون .!
عَلىَ مَوُكِبِ جُثمَانُ العُذوُبةِ يَصَرخُونْ .!
ويحَزَنوُنْ .!
ويَلبْسّونَ ثيِابَ الحِدادِ عَلىَ قِلبيِ الفِقيرّ .!
:
قَطعَتُ حَديَثَ قَلِبي وَقُلت ...!
:
مَازَالتْ الحَياةُ جمَيِلةً والشّمْسُ تَنْشرُ اَذَياَلها نُوراً كَالذَهَب .!
وُمَازَالتْ تِيجَانُ الوُرّودِ فيِ رُوحِكَ اللَطِيفةُ تَرّتَوُيِ مِنْ سُحِب .!
:
فَلاَ تجَزّعْ وُلا تحَسَبنَّ بُذُورُ الوُفَاءِ مَاتّتْ ِفي اَرَضِيهَا .!
فَقَلدْ سَقَيِتُها بِنُورِ الأمَلِ لِتُودعَ اليَأسُ وتَبْتَسِمُ شَفَتَيِها .!
فَترَفعُ أِيدِيهَا نحَوَ العَلاءِ وتحُرّك أَقَدامُها فَرّحاً بِعُذُوبِتهَا .!
فَلا تَبْتئسْ أَيُها القَلبُ المُشّتاق لِلمَنيِة .!
:
:
لَسّتُ أَدِرّي مَا الَذِي جَرَىَ بَعَدمَا أِنْتَصفَ الَلِيل ُمِنْ حَدِيثُناَ .!
:
فَجأةً تَلوّنَ وُجَهُ قلَبيِ بلِوُنِ مُصّهِرِ الغَضّب .!
وُأرّتجَفَ كَمَريّضِ الحُمْى رّجَفاً وأَرّتَعد ..!
وتَنْهدَ تَنَاهِيداً كَريحٍ ُتهبُ عَلى دُنياَ الفَهد .!
وُثَارَ ثَوُرةَ البُرّكَانِ وُلـم ْينَخَمِد .!
فَقَالَ :
:
:
كَمْ تمَنَيِتُ حَلاوةَ السَحَرِ وُعِطِرُ الزَهَرِ ونُورُ الفَجرِ .!
كَمْ تمنيتُ لِطفَ الدَهرِ وُرِقةُ العَصرِ وطُول العَمرِ .!
:
كَمْ تمَنْيِتُ مُلاعبةً النَجوُم ِومُسّامَرة الغَيُوم .!
كَمْ تمَنْيتُ اللُهوَ ِفي الأَحَلامِ وسَقوُطِ قُصوُرِ الهَمُوم .!
:
كَمْ تمَنَيِتُ شَوُاِطئاً وبحُِيراتاً مِنْ عَسّل ..!
كَمْ تمَنيِتُ السّكنَ فيِ قُلوبِ الأمَيرَِات حَيثُ الرّوُض والسّهَل .!
كَمْ تمَنيِتُ آَياتَ الجَمَالِ والأِصغَاء لأِعَذبِ الأَلحاَنِ وقُوةُ الكهَل .!
:
:
كَمْ تمَنيِتُ المَشَيَ فيِ شَوارعِ اليّاَسمِينْ .!
كَم ْتمَنيِتُ عِناقَ اللَواُتِي فيِ السّنينْ .!
كَمْ تمَنيِتْ الخَمرَ مَعَصُرواً بِأيدِيِ مِنْ حَنِينْ .!
كَمْ تمَنيِتُ الشّفَاة َتنَطِبقُ للشّوقِ كُلَ حِينْ .!
:
فَخَرّجتْ رُوحُ قَلبيِ فَقلَت :
لمِاَ تنَوُحِينْ .!
صَبراً صَبراً بالِحُبِ تَسّتَزِيدِينْ .!
وبِالهَيامِ تَفَرَحِينْ .!
وللسّمْاء حُباً وُوفاءً وأِخلاصاً تَعتَلِينْ .!
رِفَقاً بِنفّسكَ يَا قَلب .!
:
:
فلَفظَ أنَفَاسَهُ الأخِيرّة قَائلاً :
كُنْ بِالبَغَضّاءِ والحَسّدِ والظُلمِ والضُعِفِ والقَسّوةِ والخُبثِ فَقيراً .!
وكُنْ بالشّمُوخِ والكَرامَةِ والحِكَمةِ والعُذوُبةِ والأبتِسّامةِ غَنياَ .!
وكُنْ لِقَواُفلِ الوُرّدِ صَديقاً .!
ولِعرّشِ المجَد رَفِيقاً .!
وِلظُلمةِ الجَحِيم مُعِيقاً .!
وكُنْ لأِحَسّاسِ وأَنفَاسِ قَلمُكَ خَليلاً رَشِيقاَ .!
:
فَسّكَتَ و مَاتْ .!
مَاتْ .!
مَاتْ .!
مَاتْ .!
مَاتْ .!
:
:
:
قلب * قلم
الطائر الحزين