فضح حريق الكرمل الهائل قدرات الاطفاء الاسرائيلية وكشف عن عدم جهوزية شبه كاملة رغم ما شهدته اسرائيل على مدى السنوات الماضية من تدريبات واسعة وما قالته الاوساط الاسرائيلية من جاهزية كاملة للجبهة الداخلية لمواجهة أي طارئ ورفع امكانياتها لمواجهة تداعيات حرب شاملة.
وفي هذا السياق وصفت صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية ما جرى على صعيد الاطفاء بحرب اكتوبر جديدة خاصة برجال الاطفاء في اشارة منها لفضيحة عدم استعداد الجيش الاسرائيلي للحرب حينها.
وقالت الصحيفة ان قوات الاطفاء لم تكن جاهزة لمواجهة كارثة بهذا الحجم اضافة الى انهيار منظومة السيطرة المسؤولة عن ادارة رجال الاطفاء فمثلا وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي المسؤول عن قوات الاطفاء اختفى يوم امس الخميس ولم يظهر على وسائل الاعلام وكذلك فعل قائد قوات الاطفاء والانقاذ شمعون رومح وبذلك اصبحوا اول المرشحين للعزل من مناصبهم فور انقشاع سحب الدخان المتصاعدة من جبال الكرمل المحترقة.
"كارثة الحريق اظهرت وبشكل جلي عدم استعداد لمواجهة الحرب او حتى عمل "ارهابي" كبير يؤدي الى وقوع عدد كبير من الاصابات وهنا نستذكر تحذير رئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين الذي قال بوضوح ان تل ابيب ستكون على خط النار في أي حرب قادمة ليتضح بان هذا التحذير لم يترجم على ارض الواقع على شكل استعدادات ورفع مستوى الجهوزية وفي هذه الحالة من الافضل لاسرائيل عدم التفكير في شن حرب على ايران تلك الحرب التي سترتبط حتما باطلاق الاف الصواريخ " وفقا لما جاء في هآرتس.
واضافت الصحيفة... بعد حرب لبنان الثانية اعدت التقارير حول جهوزية رجال وقوات الاطفاء واجريت التدريبات ولكن كل شيئ انهار تماما لحظة الحقيقة التي اعلنها جبل الكرمل مدوية علما بان هذه المنطقة سبقت وان تلقت صواريخ حزب الله ما اجبر اسرائيل على طلب المساعدة الدولية مثل اليونان وقبرص وهرعت طائرات سلاح الجو الى فرنسا لاحضار المواد الخاصة باطفاء الحرائق فهل يمكن لاسرائيل في حالة الحرب ان تتعتمد على كرم الجيران ؟!!".
من ناحيتها هاجمت صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية، قوات الاطفاء والجهات المسؤولة عنها قائلة :" الى أي مدى يحق لنا ان نشعر بالمفاجئة ؟! لقد انهت سنوات من الاهمال بكارثة في اسرائيل رجل اطفاء واحد لكل 7000 مواطن خلافا للمعايير التي تقول بضرورة وجود رجل اطفاء لكل 1000 مواطن وذلك في الدول التي لا تواجه خطر الحرب كما اسرائيل".
"على مدى 15 عاما اشتكى رجال الاطفاء من الاهمال وعدم صلاحية تجهيزاتهم وتدني مستوى التدريب وغياب التنسيق ووجود جهات اطفاء لا تعرف بالتحديد من هو المسؤول عنها لكن هذه الشكاوي نزلت على اذان صماء اضافة الى نفاذ مادة اطفاء الحريق "ريدانت" من المخازن التي توجب على الحكومة وليس غيرها ضمان امتلائها كل هذا جزء بسيط فقط من الفشل المدوي الذي سجل يوم امس الخميس" اضافت الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مدير عام " كيم نير" وهي شركة خاصة في مجال رش المواد الكيماوية وتتعامل مع مادة "ريدانت" ديفيد غولان قولها "دولة مثل اسرائيل يتوجب عليها الاحتفاظ بـ 1000 طن من هذه المادة ولكنني حين اتوجه الى وزارة الداخلية والمالية لتذلل امامهم للحصول على 50 طن يبدو هذا الامر كمن يحاول استخراج المياه من الصخور وحن اتوجه الى جمعية المدن للاطفاء واطلب مساعدتهم يقولون لي "بصعوبة نحصل على الاموال الخاصة بتزويد مركباتنا بالوقود".
من جانبه قال رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة للصحة والبيئة النائب د.دوف حنين (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) "أن الكارثة الواقعة الآن في جبال الكرمل كانت واضحة المعالم منذ زمن وقد قمنا عدة مرات بتنبيه السلطات المعنية لمنع الكارثة لكن الإهمال الكامل من قبل الجهات المسؤولة أدى مرة أخرى الى كارثة بجانب حيفا."
ودعا الى تعيين لجنة تحقيق لبحث الكارثة ولإعطاء حلول وأكد أنه سيقوم بعقد جلسة خاصة للجنة المشتركة للصحة والبيئة البرلمانية برئاسته من أجل التداول حول الكارثة والبدء بالضغط على الجهات المسؤولة لتحمل مسؤولياتها ومنع كوارث من هذا القبيل مستقبلا.