إن من حقوق المسلم على المسلم أن يشمته إذا عطس ،
فعند مسلم قال صلى الله عليه وسلم: "إذا عطس فحمد الله فشمته" فقيد ذلك بما إذا حمد الله .
فإذا عطس الرجل وحمد الله وسمعته فشمته،
يعني قل : يرحمك الله ،
فإذا قلت يرحمك الله ،
وجب عليه أن يقول : يهديكم الله ويصلح الكم ،
هكذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول في الجواب :" يهديكم الله ويصلح بالكم"
لكن هل تشميت العاطس إذا حمد فرض عين أو فرض كفاية؟
يعني :هل يكفي واحد من الجماعة إذا شمته عن الجماعة،
أم لا بد على كل من سمعه أن يشمته؟
والجواب : أنه ذهب بعض العلماء على أن التشميت فرض كفاية ؛
فإذا كنا جماعة وعطس رجل وقال الحمد لله ،
فقال أحدنا له : يرحمك الله كفى.
وقال بعض العلماء : بل تشميته فرض عين على كل من سمعه ؛
لأن النبي صلى الله عليه وسم قال :" كان حقاً على كل من سمعه أن يقول يرحمك الله
وظاهر هذا أنه فرض عين ،
فعلى هذا كل من سمعه يقول له : يرحمك الله ،
ويقول هو : يهديكم الله ويصلح بالكم
ويكفى منه ردّ واحدٌ على الجميع ، إذا نواه للجميع كفى.
فإن عطس ولم يحمد الله
فلا تقل : يرحمك الله،
تعزيزاً له على عدم حمده لله عزّ وجلّ ،
يعني كما أنه لم يحمد الله فاحرمه هذا الدعاء ،
فلا تقل له : يرحمك الله ،
فأنه يحتمل أنه قد ترك الحمد تهاوناً،
وإن كان تركه نسياناً فذكره وقل له : احمد الله
ثم إن التشميت بقول : يرحمك الله مقيد بثلاث؛
إذا شمته ثلاث مرات يعني عطس فحمد الله ، فقلت يرحمك الله
ثم عطس فحمد الله فقلت ، يرحمك الله ،
ثم عطس فحمد الله فقلت : يرحمك الله ،
ثم عطس الرابعة فقل : عافاك الله ، إنك مزكوم ،
تدعو له بالعافية وتبين له أنه مزكوم
لئلا يقول :
لماذا لا تقول يرحمك الله كنا كنت بالأول تقول يرحمك الله ،
فيتبين العلة حين تقول : إنك مزكوم.
ثم إن ما يقوله بعض العامة إذا قلت له : يرحمك الله ،
يقول: يهدينا ويهديكم الله ،
فهذا ليس بصحيح؛
لأن الرجل دعا لك أنت فقال:يرحمك الله ،
فكيف تقول : يهدينا ويهديكم الله ، فتدعو لنفسك قبله،
نعم لو قال : يرحمنا ويرحمك الله ،
فقل: يهدينا ويهديكم الله ،
لكنه قال : يرحمك الله ،
فأنت اجبه ؛فقل يهديكم الله ويصلح بالكم .
شرح رياض الصالحين
لأبن عثيمين رحمه الله