النثر هو الكلام الذي لم ينظم في أوزان وقواف وهو على ضربين :
أما الضرب الأول فهو النثر العادي الذي يقال في لغة التخاطب , وليست لهذا الضرب قيمه أدبيه إلا مايجري فيه أحيانا من أمثال وحكم , وأما الضرب الثاني:
فهو النثر الذي يرتفع فيه أصحابه إلى لغة فيها فن ومهاره وبلاغه وهذا الضرب هو الذي يعني النقاد
في اللغات المختلفه ببحثه ودرسه وبيان مامر به من أحداث وأطوار ,ومايمتاز به في كل طور من صفات
وخصائص وهو يتفرع إلى جدولين كبيرين , هما الخطابه والكتابه الفنيه
ويسميها بعض الباحثين باسم النثر الفني وهي تشمل القصص المكتوب كما تشمل الرسائل الأدبيه المحبره , وقد تتسع الكتابه التاريخيه المنمقه , ومن يرجع إلى العصر الجاهلي وأخباره يجد هذا الضرب الأخير من النثر يلعب دورا مهما في حياة العرب حينئذ , إذ كان عرب الجاهليه مشغوفين بالتاريخ والقصص عن فرسانهم ووقائعهم وملوكهم , يقطعون بذلك أوقات سمرهم في الليل وحول خيامهم , وقد دارات بينهم أطراف من أخبار الأمم المجاوره لهم ممتزجه بالخرافات والأساطير , ففي السيره النبويه أن النضر بن الحارث المكي كان يقص على قريش أحاديث عن أبطال الفرس أمثال رستم وإسفنديار , وأكثر ماكان يستهويهم من القصص أحاديث قصاصهم عن أيامهم وحروبهم في الجاهليه , مما يصوره لنا كتاب شرح النقائض لأبي عبيده وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني وقد تلاهما اللغويون والأدباء يعنون بتلك الأيام والحروب عنايه واسعه على نحو ماهو معروف عن ابن عبد ربه في " العقد الفريد وابن الأثير في الجزء الأول من كتابه الكامل والميداني في الفصل التاسع والعشرين من كتابه مجمع الأمثال