ان تقوم بعمل ما
و تشعر بالفخر بنفسك لقيامك بهذا العمل
وتتضخم بنشوة الاعجاب باعمالك
وتتمدد بطول هذا الكون وعرضه
وتبحث عمن يثنى عليك
ثم تلتقى احدهم
فيتعمد الاقلال من اهمية ماقمت به
ويسقطك من برجك بكلمة حقد واحدة
يـحـدث احـيـانـا
ان تمارس دورك فى حكاية ما
فتتقن الأداء وتتقن الدور
وتقف بكامل فرحتك
بانتظار تصفيقهم الذى يمنحك قلادة الجدارة
فتكتشف انك كنت تؤدى دورك
فى حكاية انت بطلها الوحيد
وانك كت تمثل وحدك ..امام نفسك
وانهم لم يشعروا يوما بك
ولن يشعروا
يـحـدث احـيـانـا
ان تعود الى نفسك
و تستلقى تحت اشجار التذكر
لااحد معك سواك
وتنزف تعبك فوق تراب الذكرى
و تغمض عينيك بعمق
وتسافر الى مدن تعشقها
ومحطات تتشهى الوقوف عليها
فتفتح عينيك
وفى فمك طعم الحلم الجميل
وقبل ان يفزعك ضوء الواقع
تتذكر انك كنت فى لحظة حلم جميل
لكنه ..... عابر
يـحـدث احـيـانـا
ان تسير وحدك بصحبة نفسك
فتتمنى لو ان احدهم كان معك
يسير بجانبك ملتصقا بحلمك
يثير عبق الحب من حولك
ويملأ وجودك بفرح وجوده
ويحدثك بلغة الشوق
ويلون ايامك المقبلة بالامل
ويرسم امام عينيك جنة فوق الارض
يـحـدث احـيـانـا
تمسك بالورقة والقلم
وتفكر بكتابة رسالة ما
الى انسان يهمك امره
وتتمنى بينك وبين نفسك
ان يهمه امرك
وتبحر فى احشاء اللغة
بحثا عن لغة تناسب احساسك
وتبعثر الحروف بحثا عن كلمة تعبر عنك
وقبل اكتمال الكلمة الاخيرة من الرسالة
تتردد
تتراجع
وتمزق الورقة خوفا من ان
لاتكون رسولك المناسب ...اليه
يـحـدث احـيـانـا
ان تشتاق الى انسان ما
وتفتقد احساسك الجميل تجاهه
فتأخذك خطواتك الى طرقاته
وتزور مكان جمعك يوما فيه
وتقف فوق ارض كانت مسرح اللقاء به
فلاتعرفك الطرقات
ولايتذكرك المكان
فيؤلمك اكتشاف
ان اطلالك ..لم تعد اطلالك
يـحـدث احـيـانـا
ان تتمنى لو تملك قدرة اعادة الزمان
لاعادة مرحلة عمرية من مراحل حياتك
كى تلتقى بأناس
مارسوا دور البطولة فى عمرك ذات عمر
وتركوا عمق بصماتهم فوق جدرانك
و كانوا يمثلون شطرا جميلا من احلامك
ثم غابوا ..وغابت خلفهم الاحلام والايام
وبقى خلفهم فراغ ممل
تتجول فيه كلما شدك اليهم حنين
يـحـدث احـيـانـا
ان تصاب بالاكتئاب
فتشعر بتفاهة الاحداث حولك
وتزهد بكل طقوس الحياة المحيطة بك
وتفقد الاشياء قيمتها واهميتها لديك
ويخيل اليك ان الحياة توقفت عن النبض
وتتساوى لديك الامكنة والاوقات
وتبقى وحيدا ....وتبقى بعيدا
لاشىء معك سوى احساسك المقيت
وتفشل كل محاولاتهم لانتزاعك من وحدتك
وقد تبقى فى دائرة الاكتئاب فترة طويلة
وقد ...تشرق شمس الامل فجأة
فتشرق معها قابليتك للحياة من جديد
يـحدث احـيـانـا
ان تتجرد من نفسك
وتنسلخ من شخصيتك
وتمارس ادوارا لاتتناسب معك
وتتحدى المشاعر فى داخلك بقوة
وتعاملهم بقسوة متعمدة
وتغرس سهامك بكل اتجاهاتهم
وتغلق اذنك امام صرخاتهم
فلاترى ولاتسمع ولاتشعر
سوى بنفسك فقط
كى تثأر لكرامتك التى هدرت ..باسم الحب
يـحـدث احـيـانـا
ان يأتى الليل مختلفا
فتخونك قدرة التأقلم
مع ليل يخلو من وجودهم
فترفع سماعة الهاتف
تفكر بسرقة صوت تحتاجه
او ارسال (مسج ) قصير
تقيس فيه مساحة بقائك بهم
وحجم تواجدك فى ذاكرتهم
لكن امامك وخلفك وحولك اشياء تمنعك
اشياء تقف كالسيف الحاد بينك وبينهم
اشياء ان تجاوزتها انتهيت
اشياء تقذف بك بعيدا عن مدنهم
كى لاتنصاع خلف احساس عابر
تفجر كالينبوع فى غير اوانه
يـحـدث احـيـانـا
ان يجرفك
الخيال بعيدا
فتتخيل نفسك انسان آخر
انسان اكثر اهمية
انسان يشار له بالبنان
وتبتسم له الوجوه عند رؤيته
وتتابعه الاعين اينما رحل
انسان لايشبهك بشىء
ولايمت لظروفك بصلة
انسان تتمنى ان تكونه بينك وبين نفسك
لكن صوت ما يوقظك
ليضعك امام واقعك الحقيقى
وظروفك الحقيقية
يـحـدث احـيـانـا
ان تقف امام المرآة
تتحسس وجهك بيدك
تتفقده كانك تكتشفه للمرة الأولى
تلمح مرور عجلة السنين فوقه
تلاحظ آثار الزمن عليه
تحاول ان تخلصه من علامات السن
والتعب والارهاق
تشده الى اعلى
تحاول ان تجعله اكثر شبابا واشد نضارة
يرعبك سهوله تشكله بين يديك
تدرك ....ان ماافسده الزمن بك
لايصلحه ...شىء
يـحـدث احـيـانـا
ان تشعر برغبة الصراخ عاليا
وكانك تريد ان تطلق اسر صوتك
المحبوس فى داخلك
او لاظهار رغبة داخلية بالنداء على شىء ما
شىء يهمك استدعائه
شىء يعنيك ان يسمعك
شىء تعلم جيدا ان صوتك لن يصله
وان صرختك لن تصل عنوانه مهما علا صداها
لكنك تحاول فقط مجرد محاولة
ان تتنفس
ان تعترض
ان تخفف ضغطك النفسى بصرخة ما
فى وجه انسان ما
يـحـدث احـيـانـا
ان تشعر برغبة البكاء
فتعود الى نفسك
تتكىء فوق اريكة احزانك
تستند على جدران احلامك المنهار امامك
تجلس فوق اطلال امانيك
تتجرد من اقنعتك المستعارة
تنسلخ من جلد صلابتك
وتعود طفلا خائفا
ترتجف رعبا وألما
وتبكى بكاء الاطفال
يـحـدث احـيـانـا
ان تضيع الى آخر مدى
وتبحث عن نفسك فلا تجدها
وتفجعك مساحة ابتعادك عنها
وتذهلك الفراغات الشاسعة بينك وبينها
وتدرك انك وصلت متاخرا
وانك افتقدت ذاتك ووجودها
بعد فوات الآوان
وانك اصبحت تقف فوق محطة اللاعودة
يـحـدث احـيـانـا
ان تضطر للتنازل عن مبادئك
او لتغيير قيمك الجميلة
وللقيام بادوار لاتتناسب معك
وتنحنى للعاصفة مجبرا
وتضع احلامك عند الطوفان تحتك
وتطأ اشياء جميلة بقدميك
وتصر على الوصول الى القمة
مهما كان ثمن الصعود باهظا
وحين تصل ..تفقد متعة الاحساس بالوصول
لان مابقى خلفك من ركام غالية
يفسد عليك فرحة الوصول
يـحـدث احـيـانـا
ان يضيق بك هذا الكون على اتساعه
وترفضك كل بقاع الارض
وتصبح الحياة بثقل الموت
ويتسرب اليك الحزن من كل الجهات
ويخيل إليك ان الارض
قد توقفت عن دورانها
وان السماء قد اقتربت
من الارض حد التلاصق
وان الشمس لن تشرق مرة اخرى
لكنها ...تعود فتشرق
ومع شروقها الجديد
يداخلك شعور بانك انت من اشرق
وان الكون قد عاد الى الاتساع من جديد
وان ماكنت تشعر به من اختناق قد تلاشى
لم يكن سوى ..ليلة حزن عابرة
يـحـدث احـيـانـا
ان تشعر برغبة الحديث مع احد
فتبحث فى اجندة هاتفك
بعد ان تخذلك ذاكرتك
عن رقم صديق كان اقرب الاصدقاء اليك
للحديث معه عن ذكرياتكما الجميلة
وحين تدير الرقم المدون لديك
يأتيك الرد المسجل كالصفعة على وجهك
(عفوا ان هذا الرقم غير مستخدم حاليا ..))
ويؤكد عليك بضرورة التأكد من الرقم المطلوب
وعندها تدرك....ان الوقت قد تعداك وسرقك
وان فترة غيابك وانقطاعك طالت اكثر من اللازم
ويداخلك الرعب من ان يكون التغيير قد نال من بقية الارقام
المعلبة فى اجندة هاتفك
يـحـدث احـيـانـا
ان تصاب بحالة من النسيان المقيت
فتنسى مالا يجب ان تنساه
من مواعيد مهمة
واحداث جميلة
وطقوس رائعة
وتمنحك لحظة التذكر الاحساس بالندم
و التى غالبا ماتطرق بابك بعد الاوان
وبعد ان يكون الموعد قد فات
وبعد ان تكون الذكرى قد بهتت وفقدت الوانها
كما تمنحك الاحساس بالدهشة لشدة نسيانك
وغالبا ما ترجع اسباب النسيان
الى شدة ازدحامك بالاعمال
او...الى التقدم فى العمر
يـحـدث احـيـانـا
ان تقف فى باب احدهم
وفى داخلك شعور بالرفض
وشعور بالمهانة
ومع هذا تطيل الوقوف
وتدفعك حاجتك الى طرق الباب بالحاح
وحين تقضى لك حاجتك
تنتهى معاناتك التى دفعتك لوقوف ترفضه
وتبدأ بداخلك معاناة من نوع آخر
معاناة قد تكون اشد مرارة من معاناتك التى انتهت