أي حياة من الحياتين ستعيش؟
المدهش أنها حياة واحدة.. نحياها ثم ينتهي السباق.. ثم يظهر فجأءة خط النهاية،
نُبصر دون تحذير شارة التوقّف؛ فلا حركة بعدها، ولا نفس.
حياة واحدة نعيشها جميعاً؛
فليس من الفطنة إذن أن نحياها ونحن نرتجف هلعاً ورعباً،
وليس من الفطنة كذلك أن نحياها دون أن نتعلم فيها ومنها.
وأبداً ليس بذكي ذلك الذي يحياها وكأنه لم يحيَ فيها،
يتلمّس موضع قدمه قبل المشي، وينظر في وجوه مَن حوله قبل النُطق،
ويلتفت خلفه قبل أن يقرر شيئاً ما؛ حتى وإن كان بسيطاً.
يُقال إن أقصر قصة لحياة شخص ما، هي:
"ولد عاش ومات"..
هكذا دون تفاصيل مهمة ، بلا إشارات ذات دلاله عميقة ،
ولا هدف تحقق، ولا تاريخ مشرف يمكن أن يُروى للأبناء والأحفاد.
صَدَق قول الشاعر:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم .. وعاش قوم وهم في الناس أموات
يُدركون تماما أن الحياة تُعطي لتأخذ..
تبتسم؛ لكنها لا تَثبُت على حال، هم دائماً في يقظة وانتباه؛
لذا لا عجب أن تراهم لحظة انتهاء حياتهم مطمئني الجَنان؛
والسؤال.. أي حياة من الحياتين ستعيش؟
حياة مَن ولد وعاش ومات.. أم حياة من عاش؛ لكن لم ولن يموت؟
حياة واحدة ستعيشها؛ فهل ستجعلها حياة بألف حياة.. أم ستكون حياة عادية كأي حياة ؟
ولديك انت وحدك الإجابة ؟