نحبكم فى الله
& موعدنا تحت ظل الرحمن&
(إني أحبك فى الله)
كثير منا يقول هذه العبارة دائماّ ولا يشعر بمعناها
فهل أحسستم بدفء هذه الكلمة ومعناها السامى وروعة مفهومها
فالحب فى الله
من أسمى أنواع الحب الذى لا يقارن به أى نوع حب أخر... ببساطة لأنة حب فى الله
الحب في الله سلعة نادرة لا يشتريها إلا أصحاب القلوب النقية من الناس ، وكلما قويت محبة الله عز وجل قويت هذه المحبة ،، فقد ندر وجوده في هذا الزمان
هذا الحب الخالى من كافة أنواع النفاق والرياء .فأنت لا تقول لشخص أنى أحبك فى الله لتنال جاه أو سلطان أو مال ولكن (لتنال منبر من نور )و(ظل تستظل به يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون )
-فالحب فى الله يعطى الشخص منا منافع كثيره فى الدنيا والآخرة
فمنافع الدنيا
<الصحبة الصالحة التى تعين الفرد وتزوده بكل مصادر الطاقة التى تغذيه روحانياّ وبالتالى دينياّ
.فالرفيق الصالح الذى يحبك فى الله يقف بجانبك ويدفعك الى المضى قدماّ أذا ما بدأت عزيمتك تنقص وهمتك تنفذ.
وهو الذى أذا شعرت بضيق أو نفور من شىء ما أو شىء ثقيل على صدرك تريد أن تبوح به لأحد ما كى يساعدك فتجده بجانبك يسدى إليك النصح والحلول لكل ما يضايقك بدون مقابل فى هذه الحياة لأنه يريد المقابل فى الأخرة
ومنافع الأخرة
أن تستظل بظل الرحمن يوم لاظل إلا ظله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: وذكر منهم {ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه}أخرجه البخاري ومسلم.
أن يكون لك منبر من نور يغبطك عليه النبيون والشهداء
عن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول:قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء} ( رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ صحيح)
وتعالوا معنا لنستمع لقول الله تعالي
في بيان فضله على عباده المتحابين
( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .
و قد جعل الله الحب في الله سببا للنجاة من النار و دخول الجنة
ومما لاشك فيه أن الأخوة فى الله من دعامات المجتمع الصالح فقد
قال الله عز وجل {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الحجرات آية10
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا . وشبك بين أصابعه"
(الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - (الصفحة أو الرقم: 2446خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وأول الأساسات التى أنشأها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر الى المدينة هى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
ومعظم شعائر الأسلام قائمه على الجماعه:
فالصلاة :صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد
والحج: هو مؤتمر عالمى يجمع كل مسلمى العالم
والشورى لا تكون إلا بين مجموعة من المسلمين
فالمتحابين فى الله لهم أنفس زكية وكيف لا؟ وشعارهم
( إني أحبك فى الله)
وكم رأينا وسمعنا من القصص التى تدل على أثر الحب فى الله بين المسلمين
فتعالوا لنرتوي منها سويا
(يوم فتح مكه أسلم أبوقحافة(أبو سيدنا أبو بكر)وكان إسلامه متأخر وكان قد فقد بصره.فذهب به سيدنا أبو بكر إلى (رسول الله صلى الله عليه وسلم)ليعلن إسلامه ويبايع الرسول صلى الله عليه وسلم
*فقال صلى الله عليه وسلم(يا أبا بكر هلا تركت الشيخ فى بيته وذهبنا نحن إليه)
*فقال سيدنا أبو بكر (لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله) فأسلم أبو قحافه.فبكى سيدنا أبو بكر
*فقالوا له(لماذا تبكى وهذا يوم فرح) فقال (لأنى كنت أحب أن الذى بايع النبى الآن ليس أبى ولكن أبو طالب لأن هذا كان سيسعد النبى أكثر)
*فكان رضى الله عنه فرحته لفرح النبى صلى الله عليه وسلم أكبر من فرحته لأبيه
وهذا من أروع أنواع الحب فى الله
يقول شاب كان لى صديق مقرب لى جداّ فهو صديق الطفوله ولكنه كان غير ملتزم بالمرة وأنا كنت مثله الى أن هداني الله
وكنت أعتصر ألماً حين أراه يرتكب المعاصي والذنوب بل ويفتخر بها وسط أصدقائنا وحاولت أن أنصحه كثيرً ولكن بلا فائدة
*وللأسف كانوا أصدقائه يحثوه على أن لا يسمع كلامي ويقولوا له لا تسمع كلامه فهو عامل فيها شيخ لأنهم كانوا أيضاّ أصدقائي سابقاّ ولكنهم كانوا أصدقاء سوء
*وأخيراّ وبعد أن طفح الكيل خيرته( إما أنا أو هم)فقال لى :أريد أن أكون معك لأنك صديقي المقرب ولكن الحياة التى تعيشها ليست حياة جميلة فحياتك صلاة وصوم وعبادة فقط دون أى متاع من متاع الدنيا
فقلت له بل أنا أعيش حياتي وكلها متعة فقال لي أذا أنا معك
*وأردت أن أريه أولاً المتع والحياة الجميله التى يعيشها الملتزمين فأخذته معى إلى مباراة لكره القدم بين لاعبين كلهم ملتزمين ولعب معنا ووقت الصلاة ذهبنا كلنا الى المسجد لنصلي ثم بعد الصلةه جلسنا نتسامر ونضحك دون أن ننم أو نغتاب أحد
*وكنا فى رمضان فكنت أخذه للصلاة معى (صلاة التراويح) فى مسجد ينتهى من التراويح بسرعة لكي لا يمل ويفتر من هذا الطريق لأنى كنت أصلي فى مسجد ينتهى من التراويح متأخر جداّ وكنت عندما أرجع إلى بيتي أصليها مرة أخرى بالجزء الذى كان يصلى به شييى فى المسجد الذى كنت أصلي فيه
*والحمد لله فهو يصلى معى الآن كل الصلوات فى مسجدى المفضل ولا يمل أو يفتر من أى عبادة وأنا كذلك لأننا ببساطة وجدنا فى بعضنا(الصحبة الصالحة) وأصبحنا والحمد لله من (المتحابين فى الله)
وهذه المحبة لا تكون إلا عن طريق
1-اللين فى المعاملة بين المتحابين
حيث قال تعالى:{وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران آيه159
2-إلقاء السلام بينهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم:
(-الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تسديد القوس - الصفحة أو الرقم: 5/98) أصله في مسلم)
3-القيام بالخدمة بينهم
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بأعمال من يريد شىء أو مساعدة
4-الهديه
فلها الأثر العظيم والمنفعه الكبرى فى زياده الحب والأرتباط بين المتحابين فى الله
5- العفو والصفح بين الأخوه فى الله
6-الأهتام بالأخوه فى الله والسؤال عليهم والمشى فى طلباتهم
لكن لابد أن نعرف أن الحب فى الله له عدة شروط
1-(أن تكون لله فكل عمل لغير الله لا يقبله الله)
2-(أن تكون على الطاعة)
3-(أن يشتمل على التناصح فالمؤمن ناصح لأخيه المؤمن)
ويكفى قول الله عز وجل: "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )الأنفال (63)
لنرى أثر الحب فى الله على التأليف بين قلوب المسلمين
ولكم أن تعرفوا أن أفضل القلوب
قلب يخشى الله
وأعذب الكلام
ذكر الله
وأطهر حب
الحب في الله
كل محبة يقطعها الموت ..
إلا المحبة في الله ..
فإن حبلها ممدود إلى رياض الجنة ..
جعلني الله وإياكم من المتحابين في جلاله ..