حملت امل طفلتها الصغيرة من المستشفى، وعادت بها إلى البيت، بعد " أن ينس الأطباء من شفائها من داء الصدر الذي أصيبت به . . .
فقد قالوا لها : إن ابنتك في حاجة إلى معجزة لكي تسترد صحتها وتتخلص من هذا المرض . خذيها إلى البيت فقد استنفدنا هنا كل وسائل العلاج " !
وحملت الأم طفلتها وضمتها إلى صدرها وهي تبكي . . .
وانطلقت في الشوارع تمشي على غير هدى، وتململت الصغيرة فصاحت الأم : ماذا بك يا حبيبتي ؟
ردت الطفلة : أريد أن ألعب مع الأطفال في الحديقة يا أمي،
لا أريد أن أعود إلى البيت الآن، قالت الطفلة كلماتها في توسل . وخفق قلب الأم بكل الحب الذي تحمله لصغيرتها، وسارعت إلى الحديقة،
ونزلت الطفلة عن ذراعها، وراحت تلعب وتلهو وتملأ الدنيا بضحكاتها .
وفي صباح اليوم التالي، عادت الطفلة إلى الحديقة مرة أخرى، ولم تكن وحدها، كان معها والدها وإخوتها الصغار والكبار . وتجمعوا حولها وهم يلعبون ويلهون . . .
وتكررت زيارات الأسرة للحدائق وأماكن لعب الأطفال .
وانقضى أسبوع وأسبوعان وثلاثة ... واصطحبت الأم طفلتها، وعادت بها إلى المستشفى من جديد ...
لم تكن تحملها هذه المرة ... فقد كانت الطفلة تمشي على قدميها وهي تضحك .
وكشف الأطباء عليها ... لقد حدثت المعجزة وشفيت الطفلة من مرضها لقد عادت إلى الحياة فعادت إليها الحياة .
عزيزتي :
هلا تأملت معي في هذه القصة الحقيقية واستخرجت منها العبر والعظات التالية :
1 – الأطباء لا يشفون، الأطباء يعالجون .
الشافي هو الله سبحانه وحده فكم من المرض عجز الأطباء عن شفائهم . . . وشفاهم الله !
فاحرصى دائما على ألا تعلقي رجاءك بغير الله سبحانه، فهو وحده من يكشف كل غمة، ويفرج كل كرب .
2 – اللعب واللهو والفرح والضحك للطفل .
خير له من أدوية كثيرة وعلاج فعال لأمراض وآلام عدة تصيب الأطفال .
عن اللعب والفرح والضحك يبعث في الطفل الصحة والعافية والقوة ...
فلا تحرميه منها ما استطعت إلى ذلك سبيلا .
3 – الحب الذي يمنحه الكبار للطفل من حوله .
غذاء مهم لعقلة ونفسه وروحه ... كما الطعام غذاء لجسمه . فلا تبخلي عليه بلمسات الحنان، وكلمات الحب ... فهي تفعل فيه فعل السحر .