قال الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، بأن غالبية الفلسطينيين الذين مروا بتجربة الإعتقال منذ العام 1967 ولغاية اليوم كانوا ينتمون للطبقة العاملة، وأن أكثر من 60 % من الأسرى الذين لا يزالوا في سجون الإحتلال هم من العمال والكادحين.
وأضاف بأنه وفي أحيان كثيرة اعتقلوا وهم في طريقهم لكسب قوت أبنائهم وأسرهم وتعرضوا لتعذيب قاس وزجوا في سجون ومعتقلات الإحتلال لشهور وسنوات، وفي كثير من الأحيان تم الضغط على العمال وهم في طريقهم للعمل، وابتزازهم ومساومتهم بالعمل لصالح سلطات الاحتلال وتقديم معلومات عن عناصر المقاومة ، مقابل منحهم تصاريح عمل والسماح لهم بالعمل للحصول على لقمة العيش.
وأكد فروانة على أنه من حق الطبقة العاملة الفلسطينية أن تحتفي بهذه المناسبة كباقي عمال العالم، وأن تحيا حياة آمنة بعيدة عن الظلم والإضطهاد والإستبداد.
وفي سياق متصل، أوضح فروانة بأن الطبقة العاملة الفلسطينية لا سيما في قطاع غزة هي الأكثر ضرراً وبؤساً وأوضاعهم الإنسانية هي الأكثر تدهوراً، جراء الحصار الخانق منذ سنوات، وانعدام المشاريع التشغيلية وفرص العمل، وتدمير مئات من المصانع، واستشراء البطالة، وتفكك النسيج الاجتماعي جراء "الانقسام" وأن نسبة كبيرة منهم يعيشون تحت خط الفقر في أوضاع مزرية يرثى لها، في ظل مستقبل مجهول.
وأكد وجود آلاف من الأسرى السابقين وممن أمضوا فترات مختلفة في الأسر عاطلين عن العمل "بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها القطاع واستشراء البطالة"، أو بسبب عدم قدرة بعضهم على العمل لأسباب صحية تعود للسجن وآثاره، وهؤلاء بحاجة إلى اهتمام ورعاية ومساعدات عاجلة توفر لهم لقمة العيس بحدودها الدنيا.
وناشد فروانة الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص بالعمل الجاد من أجل رعاية الأسرى السابقين ممن ينتمون لطبقة العمال والكادحين ولا يتلقون أية مساعدات مادية أو عينية، وتوفير وسائل الدعم والمساندة لهم على كافة الصعد، وإدراجهم ضمن الفئات الاجتماعية التي هي بحاجة لخدمات عاجلة ومساعدات اجتماعية ملحة بما يوفر لهم الحد الأدنى من لقمة العيش والرعاية الصحية المجانية لهم ولأسرهم ويضمن لهم حياة كريمة بحدودها الدنيا تليق بتضحياتهم وتضع حد لمعاناتهم المتواصلة.
ودعا الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين للوقوف أمام مسؤولياتهم الإنسانية والإغاثية وتفعيل دورها تجاه العمال عموماً بما يتناسب وحجم الكارثة التي يعيشها الفلسطينيون عموماً والعمال خصوصاً، والعمل على ازالة كابوس الظلم والقهر الذي يتعرض له العامل الفلسطيني في فلسطين، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
منقول للفائدة