لو لم تكن للحياة معنى .. .. لصرخت بأعلى صوت (( سحقا للحياة )) .. .. عجبا لها .. .. لطالما أذاقتنا مر عيشها .. .. تراكمت علينا الهموم وتمركزت .. .. وهاهي سحب الغمام بدت لنا وتجمعت .. ..
لم نعد نرى تلك الخيوط الذهبية .. .. لم نعد نشعر بذلك الدفء الصادر منها .. .. فقد حجبت الشمس عن مدى أنظارنا .. .. سحب سوداء ورياح هوجاء وصمت قاتل .. .. وأصبح المكان أشبه ما يكون بمفهوم الغربة .. .. رعد غاضب وبرق خافت ومطر غزير .. .. ونحن في ذهول الموقف منصتين .. ومن هوله يائسين .. .. هي الحياة كما عودتنا .. .. بقدر ما تعطي بقدر ما تأخذ .. .. هموم تتوالى علينا تترى .. .. ما لنا منها ملاذ ولا مأوى .. .. أحسسنا بالحنان .. شعرنا بالأمان .. أصبنا بالهوان !! .. .. حلمنا بالسعادة .. جرت على حياتنا التعاسة .. .. أيقضنا من السبات الأمل .. .. لم نجد من ذلك غير الألم .. .. بؤس واقع وهدف ضائع وطريق مسدود .. .. وإجابات تلك الأسئلة لم يعد لها وجود .. .. ماذا حصل ؟ .. هل يعقل في ثوان تبدل الوضع !! .. .. نشعر بالسعادة .. رسمت على وجوهنا الابتسامة .. .. فجأة .. وبدون مقدمات .. ولا سابق إنذار .. .. دموع تنهمر وحروف تنتثر وحزن يرتجل .. .. قد محا الحزن بقايا فرح وابتسامة .. .. ونحن بين آهات واستغاثة .. .. وما زلنا نهتف بالخسارة .. .. هذا ليس شعوري فقط .. بل هو شعور الملايين .. .. منا من أصيب بالهموم .. أعلم ذلك .. .. الكثير منا جرحت مشاعره .. أعلم ذلك .. .. فقدنا الأحبة والأصحاب .. خسرناهم بهفوات اللسان .. .. إذنا لماذا نعلن العزاء لأنفسنا وما زلنا أحياء !! .. .. لماذا ؟ .. لماذا ؟ .. .. لماذا نردد عند كل كرب لا مخرج ؟ .. .. لماذا نستسلم للواقع المحزن دون أي مقاومة ؟ .. .. لماذا نرضى بالفراق مع أنه بالإمكان تصحيح الأخطاء ؟ .. .. أعلم أن الموقف صعب علينا .. .. إذ لا يعقل أن نخسر شيئا ثمينا ونضحك !! .. .. لكن مع ذلك .. يجب على أحزننا أن تنتهي .. .. نحن نشكل الجزء الأساسي الذي يحدد انتهاء الأحزان .. .. قد تخفي الأيام ما هو كفيل بنسيان ذلك الزمان .. .. علينا أن نتفاءل ونبعد عن أذهاننا التشاؤم .. .. علينا أن ننظر للجانب المشرق دوما .. .. ولا نفرض على أنفسنا الخضوع والاستسلام لليأس .. .. ليس كل طريق نسير فيه معتم !!