أعذريني أيتها الحياة..
فلقد قررت الإعتزال!!
نعم.. سأعتزل الأحلام والأماني
وأودع ذكرياتي دُرجاً خفياً
في زوايا غرف النسيان المظلمة.. وأرحل
سأرحل نحو المجهول.. نحو واقع
لطالما كرهته ورفضت العيش فيه
لكني قررت الآن أن أرحل اليه
ربما لأنني أدركت الآن.. أن الواقع قد انتصر
لا.. بل لطالما انتصر.
وأنا من رفضتُ الإعتراف بالهزيمة
فقد كنتُ أختبئ وراء أحلام كبيرة وزائفة
كنتُ أعتقد في يوم من الأيام
أنها درعي الذي سيحميني
من مرارة الواقع وقساوته...
لكنني بتُّ مقتنعة الآن
بأن كل ما كنتُ أؤمن به
بإسم السعادة.. والأحلام
لم يكن سوى هروب واختباء
كنتُ اختبئ خوفاً من الألم
ولم أكن أعلم بأن الألم في داخلي
يعيش منذُ الازل.. ويؤلمني!!
لم أعد قادرة على الصمود
سأتوقف عن المقاومة.. وسأستسلم
سأعترف بهزيمتي أمام كل شيء .. وأي شيء
.. أمام الحزن .. والألم.. والحياة.. والواقع
لكنني لن اعترف بأن الأحلام هي التي هزمتني
لذا سأعتزل الاحلام
قبل أن تصبح هزيمتي أقوى من إحتمالي
وقبل أن يتحول الدرع الذي كان يحميني
الى خنجرٍ مسموم يُغرز في قلبي بوحشية
لتموت الأحلام في داخله ببطء
نعم أيتها الحياة.. سأعتزل الاحلام
قبل أن يدرك قلبي
أن أحلامي هي من قتلت في داخله .... الأحلام