عندما رحلت تلك الأيام ولم تهمس لي برحلتها ولم تودعني ....
رحلت رغما عني وبسرعة كلمح البصر لم تنتظر ولو لوهلة لأقبلها
أو حتى احضنها واسكب الدمع المرير لفراقها.
رحلت كمسافر اجبر على شق طريق الحياة يأبى
بصمت لحظات الفراق .
آه أين تلك الأيام حيث كان الأمل يسطرها ..
والأحلام تحفزها.. الأحلام التي كانت حديثة الولادة كان البشر يحيطها والسعادة تملأ محياها.
الأحلام التي كنت أراها تكبر وتكبر وتكبر حتى أصبحت في سن الهرم وغدا ستصبح في عداد الموتى.....
انه قدري في هذه الحياة أرى حلمي يتلاشى أمام ناظري أراه كسماء صافية
في وضح النهار فيأتي الليل متلهفا فيمحو ما كان في النهار.
أراه من الأفق البعيد كماء يروي ظمأ الطريق أراه قريب وهو بعيد وما هو إلا سراب .
أحلامي التي كانت أمام ناظري ولكن العمر قد سار بها إلى غياهب الجب
أرى النور عندما ارفع راسي ولكنه صعب الوصول .
أحلامي ليست كالاحلام ان ما يعكر صفو حياتي إني أطلقت العنان للنظر في الأفق البعيد .
كنت في أيام طفولتي تمر علي فصول السنة فلا يبقى في ذاكرتي إلا فصل الربيع
ليس كما هي الآن إن الذي يجول في ذاكرتي وقد سطرته أيامي وباحت به كلماتي
أكثر الفصول قسوة انه فصل الخريف .
إن أحلامي في طفولتي كفصل ربيع ورقة نمت وفي شبابي تنمو الورقة شيئا فشيئا
فيأتي فصل الخريف فتجف الأوراق وتتساقط واحدة تلو الأخرى حتى تهب عاصفة الأقدار المثقلة
بالهموم فترميها جميعا حتى أصبحت شجرة الحياة عارية .
اهمس لدنيتي بقول كفاك الحرمان كفاك العمر اللي أنحسب واقعا واصله يحاكي سرابا.
إن أحلامي حلم طفل ولد..وكبر..ومات.