الحياه... والحلم
فراغ... صمت ...صوت هواء .... إنتظار استغراب ... لا مبالاه واهتمام ... بماذا ؟ بمن ؟ لمن ؟ لا تدري !!! إنه الفراغ الذي يملأ حياتها يملأ رأسها... بالرغم من ازدحام حياتها ،الا انها تشعر بفراغ .... انه يحتل كل مكان حولها .... يجوز .. اخترعته لنفسها ام من حولها من ابتدعوه لها ... واضعوه لها ربما !! حياة الأرض غير السماء تساءلت مع نفسها
ماذا عن الفراغ في السماء... انها مليئه بالكواكب والنجوم والشموس لكنها تبدو فارغه .....
ان السماء مثلها مثلي ،مليئه مزدحمه لكنها تبدو فارغه !! جلست في الشرفه تنظر الي السماء ... نظرت بعيدا بنظره اخترقت الهواء ثم السحاب ثم الفضاء، لتنطلق بعيدا عن ما يجذبها في تلك الأرض ... تنطلق ولا تخاف من ان يجذبها احد علي الارض، فهنا في الفضاء لا جذب ولا شد تنعدم الجاذبيه ،مهما كانت هي صاحبة جاذبيه ،وحلقت بنفسها حول الكواكب ودارت وقفزت علي حوافها ...انا حره طليقه اسبح واطير من هنا لهناك والمس النجوم بأطراف اصابعي كي لاتحرقني ،واستمد النور منها و انطلق اسبح واطير واذهب بعيدا وادور .. لا جاذبيه ... ولا حدود ... لا روابط ... ولاقيود ... واخذت تسبح وتحلم فهي هنا عكس ما تحيا علي الارض جذب وشد وكواكب تتواكب عليها و تدور وتمشي وتزدحم بها الأماكن ، ورجال هنا وهناك ونساء تنظر وتحدق بها ،ماذا تفعل ماذا ترتدي؟ ماذا تقول وما تفعل ؟... وهكذا يلاحقونها بالنظرات ... وكأن رموش عيونهم قضبان السجون ... عادت لعالمها الجميل ،حيث التجرد من كل السلاسل والقيود ... تعود وتستكين وتفكر بما تعاقبت به عليها السنين ... وكيف ان ليس لها حريه المساجين ،وفي استكانتها على طرف الكوكب المتين احست بقوه شديده تشد بها تجاه مجهول اسود مظلم ،تسحبها بقوه وكأنها تعانقها بعد فراق سنين ،ارادت الفرار منها والتشبث برمال الكوكب ... لا فائده فالرمال تنساب من بين يديها ،معلنه تخليها عنها وتركها تواجه المجهول استسلمت وعانقت الظلام وتركت له قوتها يفعل بها كيف يشاء ،انه ثقب اسود اشد سوادا من ليلها ... وقوة احتضانه لها اشعرتها بحنانه ،وان هذا الظلام لن يوذيها ودارت في دوامة الظلمه تدور وتدور ،وكأنما تعود بها السنوات للخلف تسمع اصواتا تدور حولها لا تفهمهما تتمتم بإسمها ... واستقر بها الظلام في ابعد مكان ،وشاهدت نفسها صغيره وامامها حق إختيار مستقبلها وحياتها وتجربة كل حياه ممكن لها ان يقدر لها ان تعيشها ،ورأت نفسها في كل حياه كانت تتمناها ، اول حياه اختارتها كانت نهايتها مؤلمه ،واختارت حياه اخري كانت محزنه ،واخري بائسه واخري واخري ... إلي ان ايقنت ان حياتها وما هي عليه هي الأفضل والأجمل عن ما كانت تتخيله لنفسها ،وسجدت وشكرت الله علي انه اختار لها تلك الحياه من بين كل انواع الحياه ،وبكت من انها يوما لامت على الايام ،وان ما اختاره الله لها هو الأفضل علي الاطلاق ،وبدأ بكاؤها يزيد ويزيد وقطراته تزيد وتزيد الي ان ابتل شعرها ،وابتلت ثيابها وشعرت ببرد بجسدها وصوت عالي يصرخ في اذنها ... استيقظت من نومها وجففت وجهها ،وتيقنت انه المطر وليست دموعها والرعد هو من صرخ باذنها ... فلقد راحت في نوم عميق عندما حلقت في الفضاء وحمدت الله على حياتها التي على الأرض.