بيت لحم- معا- حذر قائد كبير بالجيش الإسرائيلي من أن "الترهيب اليهودي المتهور" ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة يهدد بإغراق المنطقة في صراع آخر.
ففي تعليقات صريحة بشكل غير معتاد استهدف اللواء آفي مزراحي المستوطنين، ونادى بضرورة إغلاق مستوطنة يتسهار أحد المعاقل اليهودية الشديدة التطرف بالضفة الغربية، واصفا إياها بأنها مصدر للإرهاب ضد الفلسطينيين.
وقالت إندبندنت إن تصريحات مزراحي من المحتمل أن تضعه في خلاف مع الحكومة الموالية للمستوطنين التي قاومت جهودا قادتها الولايات المتحدة للحد من توسيع المستوطنات في محاولة لإحياء مباحثات السلام المتوقفة.
يُشار إلى أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان يعيش في مستوطنة بالضفة، وكل المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وذكرت الصحيفة أن الجيش يراقب بقلق تصاعد العنف من جانب المستوطنين المتشددين الذين قاموا الشهور الأخيرة بإضرام النار في مسجد بالضفة وأحرقوا بساتين الزيتون وخربوا ممتلكات الفلسطينيين، كما قتلوا ثلاثة فلسطينيين هذا العام.
وفي برنامج مع القناة الثانية قال اللواء مزراحي "ما يحدث في الميدان هو إرهاب ويحتاج إلى معالجة". وأضاف "الجيش يخشى احتمال أن يؤدي الإرهاب ضد الفلسطينيين إلى إشعال المناطق".
ونبهت الصحيفة إلى أن انتقادات اللواء تشير إلى وجود إحباط داخل القيادة العليا للجيش في قدرتهم على كبح المستوطنين.
والفلسطينيون والمنظمات الإسرائيلية غير الحكومية كثيرا ما تتهم الجيش بالانحياز للمستوطنين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وهو ما يدفع الجيش للرد بأنه ملزم بحماية مواطنيه ولا يضع سياسة.
وتشير جماعات حقوقية إلى أن المزيد من المستوطنين الأكثر تطرفا الذين يعارض كثير منهم حل الدولتين بحجة أن كل إسرائيل منحت لهم من قبل الرب، يحرضون ضد الحركات الفلسطينية التي تسعى للاعتراف بالدولة في الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول.
ويخشى البعض أن يضاعف تصاعد الهجمات العنيفة ضد الفلسطينيين من الإحباط المتزايد من عملية السلام المتوقفة، ويسبب المزيد من حوادث الشغب العنيفة.
وقال المتحدث باسم جماعة غوش شالوم الحقوقية الإسرائيلية آدم كلر "الجيش يخشى كثيرا من إمكانية أن تؤدي تصرفات المستوطنين في لحظة حرجة إلى اشتعال انتفاضة ثالثة". وأضاف "الحقيقة هي أن عصبية الجيش تجعل المستوطنين أكثر عدوانية".
وانتقد مزراحي المحاكم الإسرائيلية لفشلها في كبح جماح أكثر المستوطنين تطرفا والذين يشكلون نسبة ضئيلة من نحو خمسمائة ألف مستوطن يعيشون وراء الخط الأخضر بالقدس الشرقية والضفة.