كيف تجهزين طفلك للذهاب إلى المدرسة لأول مرة؟
لا شك أن التعليم شيء أساسي في مستقبل الأطفال، ولذلك فإن الأهل دائما ما يقلقون حيال ذهاب طفلهم للمدرسة وهم يريدون دائما إلحاق طفلهم بأحسن المدارس ليحصل داخلها على تعليم عالى الجودة. ولكن فى كثير من الأحيان يكون من الصعب على الأهل إقناع طفلهم بضرورة ذهابه للمدرسة.
وهناك بعض الخطوات والنصائح التى ستمكنك من التعامل مع طفلك إذا كان يستعد لدخول المدرسة لأول مرة وإذا كان قلقا حيال خوض تجربة المدرسة ولا يريد الذهاب.
- خذى طفلك معك واذهبا للمدرسة قبل بدء الدراسة لتتعرفا على كل الأماكن داخل المدرسة وبالتالى يتمكن الطفل من الشعور أن المكان مألوف بالنسبة له. حاولى أن تجعلى طفلك يشاهد المناطق المهمة داخل المدرسة.
- اشرحى لطفلك بالتفصيل ماذا سيحدث بالضبط فى أول ايامه الدراسية مع الوضع في الاعتبار أن حقيقة ذهاب الطفل إلى المدرسة لأول مرة وبدء مرحلة جديدة فى حياته لن تمكنه من تخيل كيف سيكون الوضع. يمكنك أن تتحدثى مع طفلك عن كيفية سير أحداث اليوم الدراسى داخل المدرسة لتساعديه على أن يتخيل كيف سيكون الوضع. اعلمى أن طفلك يكون الصور داخل عقله وخياله ولذلك فإن تحدثك معه عن اليوم الدراسى لأول مرة سيسهل عليه تجربة الذهاب إلى المدرسة لأول مرة في حياته ويجعل الجو الدراسى مالوفا لديه إلى حد ما.
- اطرحى بعض الأسئلة المحددة على طفلك ليتمكن من تخيل الموقف داخل المدرسة. فيمكنك مثلا أن تسألى طفلك عن أصعب جزء فى موضوع دخول المدرسة لأول مرة ويمكنك أيضا أن تسأليه عن الأشياء التى تقلقه من الذهاب للمدرسة. وتستطيعين أيضا أن تسأليه عن الأشياء التي يتطلع إليها عند ذهابه إلى المدرسة للمرة الأولى في حياته.
- حاولي أن تبدئي في تعويد طفلك على ضرورة النوم مبكرا قبل أن يأتى يوم دخوله المدرسة لأول مرة. يمكنك مثلا أن تقومى بتحديد موعد معين ينام طفلك فيه مبكرا قبل بدء الدراسة بأسبوع أو أسبوعين. حاولى أن تقومى بإيقاظ طفلك مثلا 15 دقيقة مبكرا عن موعد استيقاظه واطلبي منه الخلود للنوم 15 دقيقة قبل موعد نومه الأصلى.
- يمكنك أن تحاولى زيارة فصل طفلك الدراسى قبل بدء الدراسة بيوم مثلا حتى يشعر طفلك بالأمان بعض الشئ ويشعر أنه يرى بعض الوجوه المألوفة. وحتى إذا كان طفلك يعرف بعضا من زملائه فى المدرسة، فيمكنك أن تشجعيه على التعرف على أصدقاء جدد
- اسمحى لطفلك أن يختار بعض الخيارات البسيطة الخاصة بذهابه إلى المدرسة لأول مرة. فعلى سبيل المثال إذا كنت ستحضرين لطفلك علبة لحمل الطعام فدعيه يختار هو لونها أو تصميمها. وأيضا على سبيل المثال إذا كنت تقومين بشراء الأدوات المكتبية والمدرسية لطفلك، فيمكنك أن تجعليه يختار الأدوات معك حتى يشعر بأنه يملك بعض القرار.
- فكرى جيدا فى الطريقة التى ستودعين بها طفلك قبل الذهاب للمدرسة لأول مرة، وهل سيكون الوداع سريعا أم أنك ستجلسين معه لخمس دقائق مثلا.
- اقرئى لطفلك كتبا واحكى له قصصا عن دخول المدرسة لأول مرة ليشعر عند ذهابه فعليا للمدرسة أن الأمر مألوف عنده وحتى يشعر أيضا ببعض الارتياح.
- المعلمون أو المدرسون أحيانا قد يكونوا مخيفين مما قد لا يحمس طفلك على الذهاب للمدرسة، ولذلك يمكنك أن تتحدثى مع طفلك عن تجربتك أنت فى المدرسة وعن المعلمين الذين كانوا يقومون بالتدريس لك. يجب على طفلك أن يعلم أن معلمه سيعتنى به فى المدرسة. ويمكنك أن تحاولى تعريف طفلك على بعض من مدرسيه قبل بدء الدراسة بيوم على سبيل المثال.
- إن الطفل فى سن الثالثة وحتى الخامسة يحب اللعب جدا ولذلك فإنه قد يشعر بالضيق عندما تأتى لتقولي له إنه يجب عليه أن يذهب إلى المدرسة لأنه سيظن أنه لم يعد هناك وقت للعب بعد الآن. ولذلك، يجب أن تشرحي لطفلك أنه سيجد الكثير من الأصدقاء فى المدرسة ليلعب معهم
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
علاج مشكلة الكذب عند الأطفال
- التعليم بالقدوة:
من الخطأ أن نظن أنّ الطفل الصغير لا يفرِّق بين الكذب والصدق، فالطفل يولد على الفطرة، ولكنه يتعلّم الكذب أو الصدق والأمانة من بيئته التي تحيط به.
فالكذب صفة مكتسبة، وعادة ما يكون عرضاً ظاهرياً لدوافع نفسية تجيش في نفس الطفل.
فالطفل الذي يأمره والده أن يجيب على الهاتف بأنّه غير موجود، أو الأُم التي تطلب من ابنتها أن تجيب عنها جارتها بأنّها غير موجودة كي تتخلص من زيارة جارتها لها، هذا الطفل أو الطفلة يصعب عليهما تعلّم الصدق وتجنّب الكذب في المستقبل، ولا يجوز أن نكذب أمام الطفل بدعوى أنّها (كذبة بيضاء).
2- لماذا يكذب الأطفال؟
ينبغي في البداية التأكيد على أنّ هناك نوعاً من الكذب يسمى (الكذب الخيالي)، ولا نستطيع أن نصفه بالكذب، وهو ما قد يشاهد عند الأطفال الصغار في سنِّ الرابعة مثلاً، فإذا جاء طفل في الرابعة من عمره بقصة من نسج خياله، فلا يصح أن نعتبرها كذباً؛ فالطفل ذو خيال خصب، وهو في تلك السن لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال، وكلما زادت سنُّه استطاع أن يفرق بين الحقيقة والخيال ويتلاشى هذا النوع من الكذب.
وقد يكذب الطفل تحدِّياً لوالديه الذين يعاقبانه بشدّة، فهو يكذب هرباً من العقاب، أو قد يكذب عدواناً على أخيه الأصغر مثلاً، لأنّه يغار منه لأنّه يحظى بحبِّ والديه فيتهمه بأنّه هو الذي كسر المرآة أو أتلف المذياع، وسبب ذلك الكذب التفرقة في المعاملة بين الإخوة.
وقد يكذب الطفل الذي يشعر بالنقص لكي يستدرَّ عطف المحيطين به، فقد يدِّعي أنّه مريض، لأنّه لا يريد الذهاب إلى المدرسة، وهنا لابدَّ من التأكد من أنّه قد يكون مريضاً حقّاً، فينبغي إستشارة الطبيب.
3- كيف نخلِّص الأبناء من عادة الكذب؟
ينبغي التعرُّف أوّلاً على الدوافع التي تكمن خلف الكذب، فيؤخذ الطفل بالرفق واللين إذا كذب وهو دون الرابعة من العمر، ونعلِّمه الفرق بين الخيال والواقع.
وإن كان فوق الرابعة من العمر، فنحدثه عن الصدق وأهميته دون إكراه أو ضغط، نشعره بالعطف والمحبة، ونشجع فيه الثقة بالنفس، ونبصِّره بأهمية الأمانة والصدق فيما يقوله ويفعله.
نعلِّمه أنّ الكذب والإيمان لا يلتقيان، وأنّ الكذب صغيراً أم كبيراً هو كذب واحد.
وهل هناك أجمل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:
“عليكم بالصدق فإنّ الصدق يهدي إلى البرِّ، وإنّ البرُّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّق ويتحرّى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقاً، وإيّاكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً”.
ومن أخطر الأمور أن يعترف الطفل بخطئه ثمّ نعاقبه بعد إعترافه، فكأننا نعاقبه على الصدق، وندفع الطفل دفعاً إلى الكذب.
ولعلّ من المفيد تذكير الطفل بقصة الراعي الكذّاب زعم بأنّ الذئب هاجم غنمه، وصاح وجمع أهل القرية ثمّ ضحك، وقال: “إنّه مازح، ولما هاجمه الذئب حقيقةً، وأكل غنمه، صاح وصاح، فما أنقذه أحد، لأن من يكذب مرّة لن يصدِّقه أحد ثانية.