احتشد مئات المواطنين لاستقبال جثمان الشهيد حافظ أبو زنط الذي سلمته سلطات الاحتلال ظهر اليوم الأحد بعد احتجازه احتجزت لأكثر من 35 عاما في مقابر الأرقام، وكان في استقبال الجثمان والدة الشهيد وعدد من اشقائه واقاربه وحشد من القيادات الوطنية الرسمية والشعبية وفي مقدمتهم تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري، والعميد ربيح الخندقجي محافظ محافظة قلقيلية، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي ورؤساء البلديات والهيئات والمؤسسات الوطنية، وقادة الأجهزة الأمنية، وقادة الفصائل الوطنية وبينهم عدد من اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وكوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واعضاء الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، فضلا عن مئات المواطنين مدينتي نابلس وقلقيلية والقرى المجاورة.
يشار إلى أن الشهيد المقدم حافظ أبو زنط عضو القيادة العسكرية للجبهة الديمقراطية شارك إلى جانب رفيقيه مشهور العاروري واحمد زغارنة عملية فدائية نوعية في شهر ايار من العام 1976 ردا على اغتيال الشهيدة لينا النابلسي، حيث اشتبكت المجموعة الفدائية مع قوة كبيرة من أفراد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجفتلك قرب أريحا، ما أدى في حينه لاستشهاد أفراد المجموعة الفدائية الثلاثة، ومقتل عدد من الضباط والجنود الإسرائيليين وجرح غيرهم بحسب اعتراف المصادر العسكرية الإسرائيلية.
وفور استلام الجانب الفلسطيني جثمان الشهيد ادت له ثلة من قوات الأمن الوطني التحية العسكرية، ثم لف بالعلم الفلسطيني، وحمل على سيارة إسعاف وطاف موكبه شوارع مدينة قلقيلية حيث توقف الموكب قليلا عند خيمة الاعتصام للتضامن مع اسرى الحرية، في خطوة اراد لها منظموها التدليل على الارتباط الوثيق بين قضية الشهداء المحتجزة جثامينهم وقضية أسرى الحرية، باعتبارهما حلقتين من المعركة الشاملة التي يخوضها الشعب الفلسطيني لانتزاع حريته واستقلاله وهي المعركة التي تمتد فصولها على امتداد العالم كما قال أحد قادة الجبهة الديمقراطية في إشارة إلى المعركة السياسية الكبرى التي يخوضها الشعب الفلسطيني وقيادته وأسراه بدءا من منبر الأمم المتحدة ووصولا إلى كل عواصم العالم، ومرورا بساحات المواجهة الرئيسية في مواجهة الاستيطان والجدار، وساحات الاعتصام للتضامن مع الأسرى، وحركة اللاجئين في المنافي والشتات.
وقال رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن معركة استرداد جثامين الشهداء ومعرفة مصير المفقودين ستستمر وتتصاعد على جميع المستويات الجماهيرية والقانونية إلى أن يجري دفن كل شهيد بالطريقة اللائقة.
وعلى امتداد الطريق بين قلقيلية ونابلس وقف مئات المواطنين على جوانب الطرق وعلى شرفات المنازل لتحية الموكب، وكان لافتا استقبال مدينة جبل النار لابنها العائد إليها شهيدا بعد 35 عاما قضاها جثمانه في مقابر الأرقام، فمنذ وصول الجثمان مداخل المدينة رافقه موكب عسكري رسمي وانضمت مئات السيارات التي تحمل صور الشهيد والأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية واستقبلت نابلس الشهيد حافظ ابو زنط بالورود والزغاريد، والهتافات التي تمجد الشهداء وتضحياتهم، وامتزجت التكبيرات مع دقات اجراس الحزن التي أطلقها راعي كنيسة رفيديا، وبعد جولة قصيرة في الشوارع الرئيسية للمدينة، نقل نعش الشهيد إلى منزله في شارع النجاح القديم، حيث ودعته والدته وأقاربه، واتيح لعدد كبير من المواطنين السلام عليه وقراءة الفاتحة قبل نقله إلى مستشفى رفيديا حيث من المقرر أن يشيع من هناك إلى المقبرة الغربية في مدينة نابلس بعد صلاة ظهر الاثنين في جنازة رسمية وشعبية مهيبة.
يذكر أن سلطات الاحتلال سبق أن أفرجت عن جثمان الشهيد مشهور العاروري قبل عام بعد معارك قانونية طويلة ومعقدة خاضتها أسرته والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تحتفظ في مقابر الرقام بجثامين نحو 350 شهيدا قضى معظمهم في العمليات الفدائية التي نفذتها المقاومة منذ ستينات القرن الماضي.
منقول