احداث اليوم التاسع
1 – ولادة الامام محمد الجواد عليه السلام
هو الامام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام علي السجاد بن الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب عليهم السلام. ولد في التاسع من شهر رمضان عام 195 هجري، وقيل لسبع عشرة ليلة مضت منه وقيل للنصف من رجب. ويتحدث الشيخ الكليني عن الامام الجواد قائلا: (ولد عليه السلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة وقبض سنة عشرين ومائتين في آخر ذي القعدة وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما ودفن ببغداد في مقابر قريش عند مقبرة جده موسى عليه السلام وقد كان المعتصم اشخصه الى بغداد في اول هذه السنة التي توفي فيها عليه السلام وامه ام ولد يقال لها سبيكة، نوبية، وقيل ان اسمها خيزران، وروي انها كانت من اهل بيت مارية ام ابراهيم ابن الرسول (ص)).
وقد ولد الامام الجواد في المدينة المنورة وتربى في كنف ابيه الامام الرضا، وتولى الامامة صبياً بعد وفاة ابيه حيث كان عمره آنذاك نحو سبع سنوات. وقد بلغ من سمو مكانته في العلم والتقوى والاخلاق ان شهد جميع معاصيره بذلك وحتى زوجة المأمون العباسي من ابنته ام الفضل، لانه كان معجباً بشخصية الامام العلمية ومتأثراً بها. وكان يجمع بينه وبين سائر العلماء والمفكرين والفقهاء في مجلس واحد للحوار والمناظرة العلمية حيث يتفوق الامام عليهم جميعاً.
2 – ولادة يحيى بن زكريا عليهما السلام
كان النبي زكريا يدعو الله ان يرزقه ولداً يرثه. فبشره الله تعالى بذلك بقوله سبحانه: (يازكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا) فولد النبي يحيى كما وعد الله بذلك من ام اسمها ايشاع وهي اخت مريم بنت عمران.
وكان يحيى طفلا غير عادي يختلف عن اقرانه من الاطفال حيث اكرمه الله تعالى بالنبوة طفلا (وآتيناه الحكم صبيا). واختلف المؤرخون في معاصرة النبي يحيى للنبي عيسى، عليهم السلام، فقال البعض انه عاش بعد النبي عيسى فيما اعتبره البعض الاخر معاصراً للنبي عيسى واكبر منه.
وحول استشهاده عليه السلام ذكر المؤرخون ان النبي يحيى نهى ملك بني اسرائيل (هيروديس) من الزواج من ابنه زوجته الزانية، فالقاه الملك في السجن بأمر زوجته التي طلبت من زوجها الملك ان يقدم رأس يحيى مهراً لابنتها. فامتثل الملك لامر زوجته وقدم لها رأس النبي يحيى عليه السلام، ولكن الرأس المقطوع ظل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحذر الملك القاتل من الزواج من ابنة زوجته.
ولكن الله تعالى انتقم من بني اسرائيل ان سلط عليهم (طيطوس) امبراطور الروم في رواية، او نبوخذنصر ملك بابل في رواية اخرى، الذي احتل بيت المقدس وقتل منهم سبعين الفا.
وهكذا شاءت حكمة الله سبحانه ان يتزامن يوم ميلاد الامام الجواد عليه السلام مع يوم ميلاد النبي يحيى عليه السلام وكلاهما حملا مسؤولية الدعوة الى الله تعالى صبيين. فالامام الجواد تولى الامامة في السابعة من عمره. والنبي يحيى تولى النبوة صبياً ايضاً.
مع تحيات عاشق الغروب