1 – معركة بدر الكبرى
في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة تواردت الانباء عن مقدم قافلة لقريش يقودها ابو سفيان، فاسرع رسول الله (ص) بجيش صغير وبعدة قليلة لاعتراض القافلة لكن ابو سفيان علم بالأمر فغير مسار القافلة وابلغ قريشاً يطلب منها النجدة فبادرت قريش لحماية قافلتها بجيش يفوق جيش رسول الله (ص) بثلاثة اضعاف.
في هذه الاثناء – حيث تغيرت الظروف – استشار الرسول اصحابه في الأمر لكي يضعهم أمام مسؤولياتهم الحقيقية، فتحدث المقداد بن عمرو وسعد بن معاذ واعلنا بلسان المسلمين استعدادهم الكامل لتنفيذ أوامر رسول الله (ص) بغض النظر عن النتائج والعواقب، فقال لهم الرسول (سيروا على بركة الله، فان الله وعدني احدى الطائفتين، ولن يخلف الله وعده، والله لكأني انظر الى مصرع ابي جهل وعتبة وشيبة وفلان وفلان).ثم أمر بالرحيل الى بدر وهو (بئر) حيث التقى الجيشان. وقد استغاث النبي (ص) والمسلمون بالله سبحانه فنصرهم بمدد من السماء حيث يقول عزّ وجلّ: (اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين..).
وحقق المسلمون بقيادة رسول ا لله (ص) وتأييد من الله سبحانه انتصاراً ساحقاً ومنيت قريش بخسارة كبيرة وتمرغت كبرياؤها بوحل الهزيمة عندما سقطت رؤوس اساطين الشرك من ابي جهل وامية بن خلف وعتبة وشيبة والوليد وغيرهم تتناثر تحت سنابك الخيل وارجل الابل تاركة وراءها الخزي والعار والشنار.
ولا بد ان نشير الى ان الامام علي (ع) ابلى في هذه المعركة بلاء حسناً فقد كان (ع) حامل لواء رسول الله (ص). وعندما انجلت غبار المعركة عن مقتل سبعين رجلاً من المشركين كان مقتل حوالي نصف عددهم بسيف الامام علي (ع) فيما شارك سائر المسلمين والملائكة في مقتل النصف الآخر منهم.
2 – وفاة عائشة – أم المؤمنين
هي عائشة بنت ابي بكر، عبد الله بن ابي قحافة، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة وتزوجها رسول الله (ص) بعد وفاة زوجته الاولى خديجة بنت خويلد قبل الهجرة بسنتين، وعمرها ست سنوات، وبنى بها في شهر شوال بعد مضي ثمانية عشر شهراً من هجرته الى المدينة، وبعد غزوة بدر الكبرى، وتوفي النبي وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وقد اقامت معه ثمانية اعوام وخمسة أشهر، ومكثت بعده في خلافة ابيها ابي بكر وعمر وصدر من خلافة عثمان من المؤيدين للحكم القائم، ثم اصبحت من المعارضين لعثمان وتزعمت مناوئيه، حتى اذا قتل قادت مناوئي الامام علي بن ابي طالب وخصومه الى حرب الجمل في البصرة. توفيت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلون من شهر رمضان من السنة السابعة او الثامنة او التاسعة والخمسين، فصلى عليها أبو هريرة وهو يومذاك خليفة مروان على المدينة، ودفنت بوصية منها في البقيع.
مع تحيات عاشق الغروب