1 _ فتح مكة عام 8 هـ
في السنة الثامنة للهجرة جهز رسول الله (ص) جيشاً قوامه عشرة آلاف رجل لمحاربة قريش. وعندما وصل هذا الجيش مشارف مكة أمر الرسول (ص) كل أحد ان يوقد ناراً حتى تحول الصحراء الى نهار فدب الذعر في صفوف المشركين الذين خرجوا مع أبي سفيان لمعرفة حقيقة هذه النيران لانهم كانوا يجهلون حقيقة الموقف. وعندما علم ابو سفيان بعجزه عن مواجهة رسول الله (ص) لجأ الى العباس بن عبد المطلب، فأخذ له الامان من رسول الله (ص). وقبل ان يدخل مكة اصدر الرسول بياناً جاء فيه (.. من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن ومن اغلق بابه وكف يده فهو آمن..) وكان (ص) حريصاً على ان لا تراق قطرة دم واحدة في ذلك اليوم. ولما دخل مكة وقف على باب الكعبة وقال: (.. لا اله الا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده، الا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين الا سدانة الكعبة وسقاية الحاج..) ثم قال (يا معشر قريش ماذا تقولون؟ وماذا تظنون اني فاعل بكم؟) قالوا: خيراً.. اخ كريم وابن اخ كريم. فقال (ص): (اقول لكم كما قال اخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين... اذهبوا فانتم الطلقاء...).
ثم بادر الى تكسير الاصنام يعاونه في ذلك الامام علي (ع). وعندما لم يبق سوى صنم خزاعة فوق الكعبة أمر الرسول (ص) علياً بكسره وقد حمله (ص) حتى تمكن من الصعود فوق الكعبة فرمى بالصنم المذكور الى الارض فكسره.
وبعد صلاة الظهر من ذلك اليوم المجيد جرت بيعة قريش لرسول الله (ص) على الاسلام والطاعة رجالاً ونساءً. وبذلك سقط اقوى حصون المشركين واكثرها غطرسة وتحجراً في وجه الاسلام العظيم وتحقق بذلك اعظم نصر للمسلمين ولرسالة الاسلام الكريمة حيث انضمت مكة الى دار الاسلام.
2 – ليلة القدر
ليلة الحادي والعشرين من هذا الشهر المبارك هي الليلة الثانية من ليالي القدر
مع تحيات عاشق الغروب