في انتظار عودة الحبيب
فكيف أعود بعمري للوراء
وقد ضللت دروبي
كيف أستعيد
ما ضاع من عمري
في هذا الزمن العجيب
أقلب دوما في صفحات الماضي
فبدونها أحس أن الزمن أصبح عصيب
فرقتنا إرادة القدر
وحدث ما حدث رغم أنوفنا
ولكن لا تعليل ولا تعقيب
فإنه النصيب
هذا النصيب نعيشه حياة
غير التي نريد
وعشت أسيرا في
ديار الحزن والنحيب
يمر النهار ثقيلا بلا
صاحب أو ونيس ولا حبيب
ويأتي المساء
بليل مظلم حالك السواد كئيب
أحيانا أحدث نفسي صامتا
وأحيانا يعلو صوتي بلا مجيب
أسير أنا في الدنيا
أحيا فيها شريد وهائم وغريب
نار شوقي إليها لا تنطفئ
ويتأجج في قلبي اللهيب
فما ذنبها وما ذنبي في كل هذا التعذيب
تمر علي السنين
وليس فيها غير الذكريات
ولم أري إلا في الخيال طيف الحبيب
أين أنت يا منية الفؤاد
تركتيني وحدي في موقف عصيب
أبكي فراقك يا حياتي
أبكيك ليلي ونهاري وأصبح يومي رهيب
أعيش وحيدا وسط الجموع
ليس لي خل ولا صاحب ولا قريب
كنت أنت ليلي ونهاري
كنت الصباح والمغيب
الناس حولي يدهشون لحالي ويتساءلون
وينظرون لي وكأنني شخص مريب
اعتلت صحتي وأصبحت مريض
واحتار في حالتي العراف والطبيب
وسافرت إلي الأقصى البعيد
وبعدت أجسادنا
والحب مازال بالقلوب
فرغم البعاد ورغم الفراق
إلا أن أرواحنا تتقابل دون رقيب
وأظل أعد الأيام والشهور
منتظرا عودة الحبيب
في أجازة قصيرة لن تطول
لكنها ربما تطفئ بصيصا من اللهيب
الأيام تمر وميعاد الوصول أصبح قريب
كي أشبع شوقي برؤياها ولو من بعيد
وحينما أراها سوف أعانقها ولو بالعيون
يا إلهي أن ما ينتابني من أفكار شيء غريب
فكل شيء في حياتنا قدر ونصيب
فسبحان الله العظيم ويا له من قدر ونصيب