تمر بنا الأيام كمرور القطار تنقلنا من واحة الى واحة ومن روض الى روض ، وفي كل منها تترك لنا ذكرى خالدة في قلوبنا.... فالحياة التي نعيشها ما هي الا سلسلة من التفاعلات الانسانية المعقدة التي تنتج
عنها أشكالا عديدة من العلاقات البشرية فنجد فيها - الصداقة والعداوة ، الحب والكره ، الضيق والرخاء، الصفاء والعذوبه ، الجمال والابداع - فنحن جزء من هذا المجتمع يجتمع فينا الخير والشر.... فوجود مجتمع مثالي كما وصفه أفلاطون هو حتما من صنع الخيال .. ... فكل منا لابد أنه قد تعرض لمجموعة من الضغوطات الاجتماعية والنفسية والحياتية .. وتركت أثرا في النفس مما أحالنا لشعور اليأس ، والكآبه .. لوهلة من العمر، وهذا شئ طبيعي لكن من غير الطبيعي ان يستحوذ هذا الشعور بنا ويشل تفكيرنا، ونستغني عن أحلامنا وتضعف قوانا وتحولنا نحو التقدم والتميز، للحياة معنى فقط عندما يحياها الانسان يوما بعد يوم من أجل شئ آخر ........ بخلاف الحياة نفسها. ولكي نحياها يجب أن يكون لنا حلم نسعى اليه ونستيقظ كل صباح من أجله فمأساة الحياة لا تكمن في عدم وصولنا للحلم أو الهدف بل بأن لا يكون لنا حلم وهدف نسعى اليه.. ونؤمن بقدسيته فالنجاح . والتميز. الابداع. الانجاز كل منهم يحتاجوا الى شحذ الطاقة الايجابية لدينا للعمل والصبر الاستمرار بعد كل خطأ والتعلم والدافعية والحماس رغم الصعاب والعثرات وهذا كله لا يتحقق الا اذا وجد الأمل بالحاضر والمستقبل والامان بأن ما حدث في الماضي هو استفادة في صياغة الواقع والمستقبل وتخطيط للمستقبل فالأمل هو الجانب المشرق للحياة ونور في طريق مظلم وهو الطاقة الخفية المحفزة للعلم والفتح ومحركة لخطوات الانسان .. فالحياة محطات فلنجعلها محطة الى الأمل نتجهز بالايمان والعلم والارادة ووقفة محاسبة نحو تقصير مضى وخطة لاصلاح ما فسد.. وأخيرا .. الحياة هي الامل والأمل هو الحياة . "فما أنا الا مجرد حالمه تتحسس طريقها في ضوء القمر وترى الفجر قبل البزوغ ....."